مواقف مُندِّدة باقتحام بن غفير «الأقصى»: لتصعيد المقاومة بمختلف أشكالها
أثار اقتحام وزير الأمن «الإسرائيلي» إيتمار بن غفير، مُحاطاً بقطعان المستوطنين الصهاينة، المسجد الأقصى ردود فعل مُندِّدة بهذا العدوان الخطير، مؤكدةً أن لا حلّ إلاّ بتصعيد وتيرة المقاومة، بمختلف أشكالها على أراضي فلسطين كافّة.
وفي هذا السياق، أعلن المؤتمر العربي العام (الذي يضمّ المؤتمر القومي العربي، المؤتمر القومي الإسلامي، المؤتمر العام للأحزاب العربيّة، مؤسّسة القدس الدوليّة، الجبهة العربيّة التقدميّة)، أنّه يُتابع «ما يجري من تطورات في المسجد الأقصى، وتحضيرات من قبل المنظّمات المتطرِّفة بالتنسيق مع الحكومة الإسرائيليّة الجديدة لتنفيذ اعتداءاتٍ كبيرة على المسجد الأقصى في الأيام المُقبلة، خصوصاً نية وزير الأمن الداخلي في حكومة الاحتلال المتطرف إيتمار بن غفير اقتحام المسجد الأقصى».
وإذ لفت في بيان، إلى أنّ «المسجد الأقصى حقّ خالص للعرب والمسلمين والفلسطينيين، ولا يقبل القسمة أو الشراكة»، أكد رفضه «أيّ محاولة لتغيير الوضع القائم التاريخي في المسجد الأقصى، وما يتّصل بذلك من تشريعٍ للاقتحامات اليهوديّة للمسجد المُبارك، ولا سيّما اقتحامات الشخصيّات السياسيّة ومسؤولي الاحتلال ووزرائه من أمثال المتطرِّف بن غفير».
ودعا الفلسطينيين «ممّن يستطيع الوصول إلى الأقصى إلى الاحتشاد في المسجد الأقصى والرباط داخله في الأيام القليلة المُقبلة، والتنبّه لما تحيكه «منظّمات المعبد» من مؤامرة بالشراكة مع المتطرِّف بن غفير والحكومة اليمينيّة الجديدة بقيادة نتنياهو، الذين يسعون إلى رفع حجم استهداف المسجد الأقصى، وفتح المجال أمام المزيد من المستوطنين لاقتحام المسجد، وتمديد ساعات الاقتحام وما يتّصل بهذه المطالب التي أرسلتها المنظّمات المتطرِّفة إلى شرطة الاحتلال».
ودعا الأمّة وأحرار العالم «إلى تحمّل مسؤوليّاتهم والقيام بدورهم تجاه المسجد الأقصى، والدفاع عنه بكلّ الوسائل والطرق المتاحة، وخصوصاً من خلال المسيرات الميدانيّة الحاشدة رفضاً لممارسات الاحتلال، ونصرةً للمرابطين في القدس والأقصى. إضافةً إلى تشكيل حالة ضغط على الاحتلال إعلاميّاً وسياسيّاً وميدانيّاً، والضغط على الحكومات العربيّة والإسلاميّة لتقوم بدورها في الدفاع عن المسجد الأقصى، ورفع مستوى التفاعل مع ما يتعرّض له المسجد من مخاطر».
بدوره، أشار المكتب السياسي لحركة «أمل»، في بيان، إلى «أنّ حكومة العدو الصهيوني، دشّنت باكورة أعمالها العدوانيّة بداية هذا العام، باقتحام قطعان المستوطنين والمتطرِّفين اليهود يقودهم وزير الأمن المشهود له بعدائيته لكل ما هو عربي وفلسطيني بن غفير لباحات المسجد الأقصى المبارك، وذلك من أجل فرض وقائع عملانيّة تُشكِّل تميهداً لفرض التقسيم المكاني والزماني للمسجد بين الفلسطينيين والمُحتلّين الصهاينة كما هو الحال في المسجد الإبراهيمي وذلك مقدمةً لمشروع التهويد الشامل لمدينة القدس وبناء الهيكل المزعوم على أنقاض المسجد المبارك».
واعتبر «أنّ ما جرى خطير جدا، ويؤكِّد إصرار حكومة العدو على تنفيذ برنامجها الذي أتت بموجبه تهويد الأرض والمقدّسات وطرد الشعب الفلسطيني من أراضي 1948، والقضاء على حقّ العودة وقيام دولة فلسطين، وارتفاع وتيرة خطاب الحرب ضدّ قوى المقاومة واستمرار الاعتداءات ضدّ سورية، كل هذا تحتّ ظلّ التستّر بخطوات التطبيع».
وفيما رأت الحركة «أنّ اللعب بمصير المسجد الاقصى وفي ظلّ الأخطار المُحدِقه به وبمجمل عناوين القضيّة الفلسطينيّه»، أكّدت أن «لا حلّ إلاّ بتصعيد وتيرة المقاومة على أرض فلسطين بمختلف أشكالها والإقدام بجرأة وصدق على ترجمة اتّفاقيّات المُصالحة والوحدة بين الفصائل الفلسطينيّة وإيقاف كلّ مشاريع التطبيع مع هذا العدوّ الذي يضرب بعرض الحائط مشاعر ملياري مسلم وعربي والعمل السريع للمّ الشمل والالتفاف حول القضيّة المركزيّة».
وختمت «ليكن تحدي العدوّ لنا فرصةً لاستنهاض الهمم لحماية مقدّساتنا وقدسنا لأنّه كما قال الإمام القائد السيّد موسى الصدر: إنّ حياتنا من دون القدس مَذَلّة».
وأكّد ممثل حركة «حماس» في لبنان أحمد عبد الهادي، أنّ «الأمور اليوم مفتوحة على مصراعيها»، مشيراً إلى أن هناك مشروعاً قديماً – جديداً عند الكيان الصهيوني لتهويد المسجد الأقصى والقدس، يعكس غطرسة حكومة العدو ونيّاتها المبيّتة لتصاعد الاقتحامات والاعتداءات على المسجد الأقصى بهدف تقسيمه».
وشدّد على «أن مشروع تهويد القدس والأقصى أصبح خطيراً، لذلك ستُواجه اقتحامات بن غفير والمستوطنين للأقصى بردِّ فعلٍ قويّ جداً من أبناء الشعب الفلسطيني، يتناسب مع حجم المشروع الغاشم».
وأكّد أن «المرابطين هم الجبهة الأولى في المواجهة»، لافتاً إلى أن «الشعب سيُساندهم فقد أُعلن النفير العام في المناطق الفلسطينيّة كافّة للدفاع عن المسجد الأقصى لأن المشروع كبير جداً هذه المرّة».
واستنكر «تجمّع العلماء المُسلمين» إقدام بن غفير «على اقتحام المسجد الأقصى بعد أن أعلن أنه لن يقوم بذلك ليتسنّى له الدخول تحت جنح الظلام عند الفجر، محاطاً بالأمن الصهيوني كما اللصوص يدخلون إلى البيوت من دون استئذان، والأمّة تنتظر ردّاً من فصائل المقاومة يكون رادعاً له ولأمثاله عن القيام بانتهاكات مماثلة».
كما استنكر «إقدام العدوّ الصهيوني على الإغارة على مطار دمشق ما أدّى إلى إخراجه من الخدمة وسقوط ضحايا»، داعياً «القيادة السوريّة إلى الردّ على العدوان بمثله».