هل تشعل حكومة نتنياهو حرباً في المنطقة؟
الأكيد أن إعلان رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو عن التزامه بأحكام اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع لبنان تأكيد على إدراكه وفهمه موازين الردع التي تقيد قدرة جيش الاحتلال على التفكير بخوض حرب، وعجز حكومته عن كسرها، بعكس وعوده قبل الانتخابات، كما فعل الشيء ذاته يوم أعلن رفضه لتفاهم نيسان عام 1996 الذي وقعه سلفه يومها شيمون بيريز والتزامه بنصوص التفاهم وأحكامه يوم ربح الانتخابات على بيريز، للسبب ذاته، إدراكه للموازين.
الأكيد أيضاً أن الحرب لا تقع فقط بالطريقة التي اعتادت حكومات الكيان عليها، عبر اتخاذها قرارات بخوض الحرب، كما جرى في حربي عام 1967 و1982، فقد تقع الحروب نتيجة الانزلاق الناجم عن حماقات تفرضها الأوضاع الداخلية. وهذا هو الباب الذي تفتحه حكومة نتنياهو، مع ضمّها وزراء مثل ايتمار بن غفير، واقتحامه للمسجد الأقصى.
الأكيد أن عودة نتنياهو ووصول بن غفير إلى الحكومة لا يثيران الذعر بين الفلسطينيين. فالشعب الفلسطيني وقوى المقاومة على يقين بأن كيان الاحتلال في أضعف أيامه، وأنه يواجه مأزقاً وجودياً لا فكاك منه، وأن الانقسامات تنهش جسده الهش، وأن المقاومة تتسع وتنمو وتشتدّ قوة، وأن وصول هذه الحكومة وتركيبتها مدخل لتسريع مأزق الكيان وتعقيد فرصه في الحياة والنجاة.
الأكيد أن تصعيد حماقات بن غفير سينتج شيئاً واحداً هو تصعيد أعمال المقاومة واتساع رقعتها. وأن هذا يعني اشتعال المناطق الفلسطينية، بما في ذلك الضفة الغربية والقدس والأراضي المحتلة عام 1948، وأن حماقة ما ترتكب في القدس سوف تجعل غزة طرفاً حتمياً في هذا التصعيد. وأن هذه المواجهة قد لا تتوقف كما توقفت المواجهة بين قوى المقاومة وحكومة نتنياهو خلال معركة سيف القدس، وأن استمرار هذه المواجهة يعني فتح الطريق لحرب إقليمية شاملة.
التعليق السياسي