دبوس
مسعود البارزاني
الحياة مواقف، بين أن تكون إنساناً يُشهد لك بالبنان، وتُرفع لك القبعات، أو أن تكون إنساناً وضيعاً يحتقرك الناس، وينظرون إليك بازدراء، مجموعة من المواقف، التي تجد نفسك ملزماً باتخاذ القرار المناسب إزاءها، وبالتالي الموقف الخاضع لمجموعة من الاعتبارات الأخلاقية والإنسانية بغضّ النظر عن التبعات…
يتحدث مسعود البارزاني، القائد الحصري لمجاميع الأكراد في منطقة كردستان، إبّان الاجتياح الداعشي لمناطق شاسعة في العراق، وبدئه في دقّ أبواب أربيل، يتحدث بالحرف الواحد لإحدى القنوات، أنّ الكرد فشلوا في الحصول على أيّ دعم من قبل حليفتهم الولايات المتحدة الأميركية، ولكن الشهيد قاسم سليماني وخلال 24 ساعة، كان يحطّ في مطار أربيل، ومعه مجموعات من المقاتلين، وطائرتان ضخمتان محملتان بكافة أنواع الاسلحة، مما مكنه من خوض غمار معركة ضدّ جحافل داعش على تخوم أربيل، وإجبارها على التراجع والتقهقر إلى مواقع أخرى بعيداً عن أربيل…
يقوم بعد ذلك نفس البارزاني ما غيره، مسعود البارزاني، وبعد شعوره بالأمان والطمأنينة، وزوال الخطر الداهم، يقوم باستدعاء الموساد وكلّ من له عداء مبرم مع إيران، ليجدوا لهم مقرّاً ومستقراً في أربيل، لممارسة كلّ أنواع التآمر والشرور ضدّ الجمهورية الإسلامية، أخيرها وليس آخرها ما حدث من أحداث الشغب في الشهرين الماضيين…!
لا ينطبق على مسعود البارزاني وكلّ تلك القيادات الكردية الانتهازية والمغرقة في تبعيتها لكلّ قوى الشرّ في العالم إلّا مثل البدوي الذي أجار أنثى الضبع، المعروفة بإسم أم عامر عند العرب من بعض ملاحقيها لقتلها، ثم أنه وبعد أن أطعمها من حليب شاته، وأسرف في توفير الأمان لها في بيته، انقضت عليه وهو نائم فقتلته، فجاء ابن عمه وقتلها بسبب فعلتها، ثم أنشد قائلاً
ومن يصنع المعروف في غير أهله
يلاقي الذي لاقى مجير أم عامر
أدام لها حين استجارت بقربه
طعاماً وألبان اللقاح الدرائر
وسمّنها حتى إذا ما تكاملت
فرته بأنياب لها وأظافر
فقل لذوي المعروف هذا جزاء من
بدا يصنع المعروف في غير شاكر
سميح التايه