دبوس
مع وقف التفكير…
يبدو انّ الله سبحانه وتعالى قد أصدر علينا حكماً لازباً غير قابل للنقض بعد سقيفة بني ساعدة بالضياع والتيه لمدة أربعة عشر قرناً، مع وقف التفكير، لا يشعر ياسر الحبيب، أو أنه لا يريد ان يشعر بأنّ مجرد تبنّي مملكة الشر المطلق الأنجلوساكسونية له، وتوفير الدعم والحماية التامة لخطابه التفريقي الفتنوي بأنه يقوم بعمل شائن، وينخرط في فلسفة فرّق تسد، التي ابتدعتها مملكة الشيطان، لا يدري أو انه لا يريد ان يدري، أنه ما زال ينبش في قبور الأفاعي، فيعطي الذريعة للخطاب الآخر، الأكثر غباءً، للاشتباك في معركة فقهية تأريخية ستتمخض عن أمة تمارس عملية قتل للذات باقتدار وكفاءة عالية بينما يجلس أعداء الأمة يفركون أيديهم بسعادة وفرح…
ليس المطلوب سوى القيام بالتأجيج، والباقي سيقوم به الأغبياء، نقوم بتأليه الأشخاص، وإلصاق الصفات الأسطورية بهم ونضعهم في مصاف الآلهة الغير قابلة للخطأ، ثم، وحينما نكتشف بأنهم كانوا إناساً عاديين، يمارسون الحياة الإنسانية بكل تفاصيلها، فيصيبون ويخطئون، ويفلحون ويخيبون، بل إن الأنبياء في الصريح من العبارة في الكتب المقدسة هم أناس عاديون يدبّون على الأرض، يبيعون ويشترون ويأكلون ويشربون ويتزوجون ويهرمون ويموتون، حينما نكتشف بأن هذه الشخوص التي بخيالنا صنعنا أساطيرهم وملائكيتهم كما نصنع الأصنام لنعبدها، هي شخوص ليست خارقة للعادة، نشرع بالتقاتل مع من أيقظنا أمام الحقيقة العارية، أو نشرع في الانهيار بالتداعي في عملية المعيرة، فنخلط الحابل بالنابل، وتزوغ عنا الحقيقة، وها نحن ذا نتقاتل حتى الموت بسبب اختلافنا على مجموعة من الأشخاص كانوا حول الرسول، ولم يطلبوا من أحد تأليههم، ولكننا قمنا بذلك طواعية، وانحازت كلّ مجموعة الى ذلك الصنم الذي صنعوه بخيالهم وأسبغوا عليه صفات الألوهية، وكلّ من يمسّ هذا الصنم، تبدأ المعركة ولا تنتهي…
يكفي في واقع الحال ان يأتي أحد من الخارج، من خارج المشهد السوريالي، ليشعل الحرب بين الجميع، قتلاً وتكفيراً وإلغاءً إلّا لتلك الـ «أنا» المفعمة بالغباء، وذلك العقل المضمحلّ الذي حكمنا عليه بالتجمّد لأربعة عشر قرناً، فوقف من حينها عند سقيفة بني ساعدة، ولم يتحرك.
سميح التايه