صمت ونار
} عبير حمدان
ليتني أخرج من ذاتي
من خوفي
من كلماتي
ليتني أخلع رداء الرفض
أنتزع من الزمن جزءًا مشتعلاً
أقترب منك بكل جنوني
بكل ارتجافي
بكل تقاطيعي
بيني وبينك خيط من نار
صمت وانتظار
بيني وبينك توق ورغبة
ثلج وريح وبرد
بيني وبينك جمر ورعشة
وصمت يُخفي الكثير
صمت فيه ألف صورة وصورة
صمت محموم
تجرحه حشرجة الآه
وأنفاس متقطعة
ليتني أتقن التنهيدة الوحيدة
أتقن الارتماء بين ذراعيك
الاحتماء بنبضك حد الثمالة
حدّ الذوبان
حدّ إلغاء كل الخطوط الحمراء
ليس ذنباً هذا الوله
ليس ذنباً هذا الجنون
ليس ذنباً هذا التمني
بربك أخبرني كيف ابتدع ذنوبي
كيف أمحو الأحمر من واقع الأيام؟؟
كيف أكون حرة
كيف أحلّق في عالم لا يضمّ أحداً سواك؟؟
بربك امنحني جناحين وركناً لا يتسع لسوانا
اقترب من خوفي
من نقاط وجهي الباردة
وفجّر هذا الصمت
أشعل المكان والحلم
اقطف كل ورودي
واغرس سنابلك في داخلي
ناولني الارتواء
ورذاذ القمر
واصقلني كي لا يقتلني كل هذا الغبار المتراكم
كي لا أصبح صنماً
لوحة في إطار باهت
مقطوعة خالية من المقامات
…
أخشى البوح واترك للنقاط مداها
أخشى أن أخبرك عن الواني
عن اقلامي واحلامي ورؤيتي
عن يقظتي وانت قريب
عن يديّ العابثتين وهما ترسمان درباً
درباً وقحاً لأحمر الشفاه
درباً لانسياب الانفاس والعطر
درباً للهمس وحلو الكلام
اخشى ان اكمل القصيدة
كي لا ارتكب خطيئة
كي لا يحاسبني الله
كي لا يحاسبني عبيده
كي لا ينبذني المجتمع
كي لا تأسرني قضبان التقاليد والعيب والحرام
هل يحاسب الله العاشقين على لحظة تجلّ؟
هل يفهم العبيد ماهية الحب وطقوسه؟
هل ينصف المجتمع قلباً أنهكه الشوق؟
هل رغبتي تفوق التقاليد؟
وهل حاجتي إليك حرام؟
ما هو العيب.. ما هو الحرام؟
ما قيمة الوقت دونك؟
ما قيمة الحلال والفضيلة؟
وهل ما اكتبه رذيلة؟؟؟
ما أكتبه هو فعل انتحار
هو سعي اليك
هو هروب دون هوادة
هو نافذتي نحو السكينة
لن اكمل القصيدة
لاني اضعت الحروف
عن اطراف الوسادة
فقد غرقت سطوري في محيط من الدموع
ليتك تجمع دمعي بين كفيك
كي تمضي يرافقك جزء من قصيدة ناقصة
وحين تعود حاول أن تكملني…