وفد القضاء الأوروبي بين التكليف والاشتباه!
} عمر عبد القادر غندور*
كان لافتاً في الساعات الماضية، ان يتبلغ لبنان عبر كتاب رسمي انّ وفداً قضائياً من فرنسا وألمانيا ولوكسمبورغ سيزور بيروت بين ٩ و ٢٠ كانون الثاني بهدف التحقيق مع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة ومسؤولين في المصرف المركزي وآخرين في عدد من المصارف، للاطلاع على عمل النظام النقدي والمصرفي في ظلّ الأزمة المالية الراهنة.
السؤال: أين الموقف الأميركي من زيارة الوفد الأوروبي الى لبنان؟
فالولايات المتحدة التي تضرب حصاراً على لبنان، هل اقتنعت بوجوب وضع حدّ لمآسي لبنان وأبرزها اختلاس المصارف لأموال المودعين؟ وهل هي التي طلبت من الدول الأوروبية التحرك لتحريك الملفات النائمة وخصوصاً ملف حاكم مصرف لبنان رياض سلامة المحسوب عليها؟ وهل انتهت حقبة رياض سلامة في المصرف المركزي؟ وماذا لو كانت «همة» الدول الأوروبية الثلاث من ذاتها؟ وهل تستطيع أن تفعل شيئاً بمعزل عن الولايات المتحدة، وبالتالي هل باستطاعتها فتح تحقيقات قضائية مفتوحة بالملف المالي العائد لرياض سلامة؟
وثمة من «يدسّ» في لبنان انّ السلطة اللبنانية أجرت اتفاقاً مع الدول الثلاث قبل وصول وفدها الى بيروت؟
وفي ضوء هذه «الدسيسة» وربما لا تكون «دسيسة» غرّد أحد النواب «هل يتمكن المراقبون من تحديد لائحة «باي رول» رياض سلامة؟ وهل انّ رياض سلامة لن يشمله التحقيق!؟
ويبقى السؤال الأهم وهو: كيف يتوافق حضور وفد تحقيق قضائي في ظلّ قضاء لبناني؟ وكيف هي معايير السيادة التي يتشدّق بها بعض اللبنانيين !
وعن مهمة الوفد الأوروبي يقول مدّعي عام التمييز القاضي غسان عويدات انّ مهمة الوفد القضائي الأوروبي هي استجواب أشخاص تمّ استجوابهم سابقاً في القضاء اللبناني بصفة شهود باستثناء شخص واحد سيتمّ استجوابه كمشتبه به.
*رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي