تحية لأساطير المسرح العالمي في يوم المسرح العربي وعروض مسرحية في المحافظات السورية كافة
اختارت الهيئة العربية للمسرح العاشر من كانون الثاني الموافق ذكرى تأسيسها في عام 2008 ليكون يوم الاحتفاء بأبي الفنون في مختلف الدول العربية.
وألقى المخرج العراقي الدكتور جواد الأسدي هذا العام كلمة الهيئة التي نشرت على موقعها الرسمي، توجّه فيها بالتحية لأساطير الكتاب المسرحيين العالميين مثل غروتوفسكي، بيتر بروك، جوزيف شاينه، يوري ليبيموف، ايفروست.
وتناول الأسدي أهمية الإخراج ودور المخرجين الحيوي مثل شكسبير وجان جينيه وبيكيت ومارلو وبولغاكوف، الذين نسجوا القصص المسرحية على نار بصرية مبتكرة هادئة في موقد ناري لين وطري، حيث يضاء العقل وتسمو الروح.
وأشار الأسدي إلى الدور الرئيس الذي يلعبه الممثل على الخشبة مبيناً أنه روح المسرح وسر أسراره، وهو يعيد كتابة صوته وجسده بكثافة تعبيرية وإشارية مبتكرة بعيداً عن متحف السوق ومجانية التمثيل السوقي.
وتحدّث الأسدي عن الظروف الصعبة التي عانى منها المسرح العربي عموماً والتي تسببت في هجرة أعداد كبيرة من رجالات الثقافة من سينمائيين ومسرحيين وتشكيليين وموسيقيين إلى بلدان غير بلدانهم.
وتمنى الأسدي في ختام كلمته أن يكون هذا العام، عام مسرح يضيء الدروب بجمهور يزهر ويحتشد ثانية أمام شباك التذاكر.
يذكر أن المخرج جواد الأسدي من مواليد بغداد 1947 حاز عام 2004 جائزة الأمير كلاوس للمسرح، وأخرج العديد من الأعمال المسرحية، من أشهرها (رأس المملوك جابر) و(تقاسيم على العنبر) المستوحاة من نصوص لتشيخوف، و(حمام بغدادي) من بطولة فايز قزق ونضال سيجري، وترجمت معظم مسرحياته وأعماله إلى الإنكليزية والفرنسية والروسية.
عروض مسرحية
في يوم المسرح العربي
وقد شهدت المحافظات السورية عروضاً مسرحية ضمن احتفالية مديرية المسارح والموسيقى في وزارة الثقافة بمناسبة يوم المسرح العربي، حيث استضافت خشبة مسرح القباني في دمشق عرض مونودراما بعنوان (على وشك الحياة)، إخراج محمد مروان إدلبي، وتأليف محمد أنمار حجازي وبطولة محمد الشيخ.
ويروي العرض المسرحي المقبل من محافظة حلب حكاية الحرب الإرهابية القاسية التي تعرّضت لها سورية، ومعاناة الشعب السوري جراء تبعاتها.
وبدأ العرض بقصص نشوب الحروب الكبرى في العالم، مركزاً على تفاصيل إخراجية ورؤية بصرية متميزة.
وأكد المخرج إدلبي في تصريح للإعلام أن معالجة النص تمت برؤية بصرية مختلفة وواقعية بالاستناد إلى عرض بصري روى حكاية الأب الذي فجع بولديه أثناء الحرب الإرهابية على سورية.
وتوجّه إدلبي وبمناسبة يوم المسرح العربي بالتحية لكل فنان مسرحي متألق على خشبات المسارح، داعياً إلى الاستمرارية في التشجيع دائماً على تقديم النصوص الجيدة وتطويرها.
بدوره أشار الدكتور محمد الشيخ بطل العرض إلى أن النص يمثل حالة إنسانية خاصة، وقد جسّدها بدور الوالد المفجوع بخسارة ولديه، والذي استشهد أحدهما في اشتباك مع التنظيمات الإرهابية المسلحة، بينما فقد الابن الثاني حياته بعد هجرته ليكون الأب على موعد مع مولود جديد في ذكرى تحرير حلب من الإرهاب.
وأشار الكاتب المسرحيّ جوان جان إلى أن احتفالية يوم المسرح العربي فرصة لتقديم العروض المسرحية الجديدة لتقدم على كل خشبات المسارح في المحافظات، وهي حافز لكل المسرحيين لتجديد حرصهم على تقديم كل ما هو جديد إلى الجمهور.
كما استضافت دار الأسد للثقافة في اللاذقية ضمن احتفالية يوم المسرح العربي العرض المسرحي «بلااا بلااا بلاااا» المأخوذ عن نص «مسرحية دعائية» للكاتب الروسي يوري يورين وإخراج مجد يونس أحمد.
ويتناول العرض بعضاً من هموم المسرح ويدخل بمكاشفة حقيقية حول ماهيته، والمقولات التي يطرحها، وكيف يتم تقديمها وخاصة في مجتمعاتنا العربية التي لا يزال فيها المسرح يبحث عن هوية خاصة به وفق مخرج العمل.
وقال أحمد في تصريح للإعلام إن العرض الذي جاء كردّ من الكاتب الروسي على ما كان يعرف في تلك الفترة الزمنية بمسرح المنوعات «مسرح التهريج» عبر تسليط الضوء على الشخصيات التي تسيء للمسرح وتحاول تفريغه من دوره الحقيقي كمنبر مهم ومتقدّم في حياة المجتمعات كافة. وأكد أنه على الرغم من الحرب الظالمة على سورية فإن المسرح فيها لا يزال في المقدمة عربياً، وأن العروض في محافظة اللاذقية لم تتوقف حتى في ذروة الحرب.
الممثل المسرحي وأحد أبطال العمل مجد عدنان يونس تحدّث عن دوره في العمل بشخصية الكاتب «الشخص المهمش عند الكثير من المخرجين»، معرباً عن أمله في أن يكون هناك مسرح عربي حقيقي لديه مقولته الخاصة به والتي تعبر عن مجتمعاته.
ورأت الممثلة المسرحية نور الفيصل والتي تؤدي شخصية ممثلة مسرحية تبحث عن دور كبير لتبرز من خلاله أن هناك تراجعاً كبيراً في الإقبال على المسرح وشحاً في الأعمال المسرحية رغم وجود الكوادر المسرحية الموهوبة.
والعرض من تمثيل مجد عدنان يونس ونور الفيصل وأكرم الشيخ وأوس غدير وحيدر طه.
وفي الإطار نفسه شهدت خشبة مسرح مديرية ثقافة حماة عرضاً مسرحياً بعنوان (نيران الخلود)، إخراج أيهم عيشه عن نص (انسوا هيروسترات) وتأليف الكاتب /غريغوري غورين/. وتدور أحداث المسرحية حول الإجابة عن سؤال: ماذا يمكن أن يفعل شخص ما من أجل تخليد اسمه؟
وأوضح عيشه مخرج العرض في تصريح للإعلام أن الفعاليات والأنشطة المسرحية تؤكد أن المسرح ما يزال على قيد الحياة رغم الصعوبات والتحديات التي يواجهها، وأن هناك دوماً محاولة لاكتشاف مواهب جديدة وتقويتها واحتضانها.
من جهته أشار سامي طه مدير ثقافة حماة إلى أن يوم المسرح العربي هو احتفالية تأتي تجسيداً للدور الكبير للمسرح الحاضر بقوة كأب لكل الفنون، مبيناً أن محافظة حماة تحتفي بمهرجانات مسرحية عدة، منها مهرجان الماغوط ومهرجان المانودراما، ومنذ فترة قصيرة تم إحداث المسرح القومي، حيث يساهم بدعم النشاط المسرحي من حيث تأسيس ورعاية الفرق المسرحية والاهتمام بالمواهب.
وتحدث سليمان غيبور مدير فرقة أوركيديا المشاركة بالعرض عن الفرقة قائلا: «نحن في أوركيديا نعمل على تنوع الأعمال المسرحية من مختلف المدارس المسرحية، واليوم حاولنا أن نقدم عملاً مسرحياً راقصاً، وهو تجربة جديدة على فرقتنا».