الواقع الثقافي وتطويره في ندوة لمؤسسة القدس للثقافة والتراث ـ دمشق
أقامت مؤسسة القدس للثقافة والتراث في دمشق ندوة بعنون «الأدب والشباب» بمشاركة عدد من الأدباء والنقاد والأدباء الشباب وتم التركيز فيها على ما يراه الشباب في الواقع الثقافي، وما يجب أن يفعلوه لتطوير واقعهم والارتقاء به.
أدار الندوة مدير مؤسسة القدس للثقافة والتراث محمد أبو جبارة وعرّف المشاركين بأدب الشباب وأهميته لمستقبل الوطن.
وأشار الباحث شادي دياب إلى الصلة الوثيقة بين الإبداع والتميز الأدبي، وبين الشباب الواعي والمثقف، مبيناً أن النتاجات الأدبية الشابة استطاعت أن تترك بصمة كبيرة في الأدب وعلى مر العصور كلها، وحفرت في ذاكرة التاريخ أسماء شابة، قدمت إرثا غنياً بالعطاء الأدبي بكل ألوانه، وأثرت الأدب بكل فنونه وأجناسه الأدبية المختلفة من شعر ونثر وقصة ومسرح ومقالة وخاطرة.
وبين دياب أن التاريخ العربي يحفل بالكثير من النماذج الشابة التي كتبت ما عجز عنه كثير ممن عَمروا طويلاً، وذكر الشاعر طرفة بن العبد، أحد شعراء المعلقات وأصغرهم سناً والشاعر الشاب أبو فراس الحمداني وفي العصر الحديث أبو القاسم الشابي.
من جانبه لفت الأديب الناقد سامر منصور إلى ضرورة تطوير الشخصية الأدبية، بما يتلاءم مع العصر الراهن دون التخلي عن الأصالة والقيم، ولا سيما أن الأدب القديم يمتلك ميزات أساسية منها الاعتداد بالذات والشموخ والإباء وصفات أصيلة في الشخصية العربية، وهي صفات لا يمكن أن تتوفر إلا في النفس الكريمة الحرة ولم تغب يوماً هذه الصفات عن أشعار العرب إلى يومنا هذا مستشهدا بما قاله الشاعر أبو هلال العسكري: ولا خير في قوم تذل كرامهم.. ويعظم فيهم نذلهم ويسود ويهجوهم عني رثاثة كسوتي.. هجاء قبيحاً ما عليه مزيد. وقول نزار قباني: ”يا أيها الأطفال: أنتم بذور الخصب في حياتنا العقيمة.. وأنتم الجيل الذي سيهزم الهزيمة”.