نصر الله: نُشارك في جلسة الحكومة لإحساسنا بالمسؤوليّة وليس تحديّاً لأحد
أكد الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله، أنّ عرض الفيول الإيراني للبنان ما زال قائماً، وأميركا تمنع تنفيذه، معتبراً أنّ “لدينا فرصة لحلّ أزمة الفيول، فليستفد حلفاء أميركا من علاقتهم بها لجلب استثناء، وأنا أضمن لكم أنّ سفن الفيول الإيراني ستتحرّك إلى لبنان”. وأشار إلى أنّ “قناعتنا الدستوريّة أنّه يحقّ لحكومة تصريف الأعمال أن تجتمع لتأخذ القرار في حدود القضايا المُلِحّة والضروريّة غير القابلة للتأجيل”، موضحاً أنّنا “التزمنا بحضورنا في جلسة مجلس الوزراء لمُعالجة موضوع الكهرباء، وليس هذا تحديّاً لأحد لا في حضورنا ولا في انسحابنا في حال تناول مواضيع أخرى في الجلسة”.
كلام السيّد نصر الله جاء خلال رعايته أمس، حفل توزيع “جائزة سليماني العالميّة للأدب المُقاوم” الذي أقامته جمعية “أسفار” للثقافة والفنون والإعلام” في قاعة رسالات – المركز الثقافي لبلديّة الغبيري.
الكلّ يُريد إنهاء الفراغ
وقال السيدّ نصرالله في ما يتعلّق بانتخابات رئاسة الجمهوريّة “نتفهّم قيام بعض المرجعيّات الدينيّة بالضغط السياسي والإعلامي على القوى السياسيّة الممثّلة في المجلس النيابي من أجل الإسراع في انتخابات الرئاسة، لكن يجب الانتباه إلى عدم التحريض الطائفي”.
وأضاف “غير صحيح الترويج لفكرة تغييب الموقع الماروني الأوّل، ولا نيّة لأحد في ذلك، وأجزم أنّه لا يوجد أيّ كتلة أو قوى سياسيّة تتعمّد تغييب الموقع الماروني الأول، الكلّ يُريد إنهاء الفراغ السياسي لتشكيل الحكومة وعودة الأمور إلى مسارها الطبيعي”.
وأكّد أنّ “التوصيف الحقيقي اليوم أنّ هناك كتلاً نيابيّة متعدِّدة ولا أغلبيّة لأحد. ومن حقنا الطبيعي أن نقول “برئيس لا يطعن ضهر المقاومة”، وكذلك من الحقّ الطبيعي لأيّ كتلة أن تقول أنّها لا تريد رئيساً قريباً من حزب الله”، مشدِّداً على أنّه “لا أحد يُخطِّط من أجل استمرار الفراغ الرئاسي الأول وأقول ذلك على ذمتي”.
فرصة كهربائيّة
وتناول السيد نصر الله موضوع الكهرباء، فلفت إلى أنّ هذه المشكلة هي عابرة للطوائف والمناطق، وقد يكون هناك هناك بعض الزعماء لا يحسّون بمعاناة الكهرباء فلديهم كهرباء ليل نهار”.
وتابع “قبل أشهر قيل لنا أن نؤمِّن الفيول من إيران لستّة أشهر لرفع ساعات التغذية إلى 8 ساعات وقد بذلنا جهدنا وتواصلنا مع المسؤولين في إيران والتمنّي اللبناني وصل إلى المسؤولين الإيرانيين وإلى الإمام الخامنئي”، موضحاً أنّ “المساعدة التي كنّا نطلبها من إيران هي تساعد لبنان لستة أشهر وتضعه على سكّة الحلّ على طول الخطّ”.
وقال “بادرنا واتّصلنا بإيران ووافقوا على الطلب اللبناني للفيول، والوزير حسين أمير عبد اللهيان أكد ذلك في بيروت وأقول لكم مجدّداً إنّ عرض الفيول الإيراني للبنان ما زال قائماً وأميركا تمنع تنفيذ العرض”.
وإذ أوضح أنّ “الأميركيين منعوا تنفيذ عرض إيران وأبلغوا المسؤولين اللبنانيين أنّ قبول مساعدة الفيول الإيراني خطّ أحمر، ويمكن هدّدوهم”، لفت إلى أنّ “لدينا فرصة لحلّ أزمة الفيول وأنتم يا حلفاء أميركا استفيدوا من علاقتكم معها لجلب استثناء للفيول الإيراني. واحصلوا على استثناء وأنا أضمن لكم أنّ سفن الفيول الإيراني ستتحرّك إلى لبنان”.
وجدّد السيد نصر الله القول “نحن سادة عند الوليّ الفقيه، وكل يوم نثبت هذه المقولة، فيما أنتم ماذا عند أميركا والسعوديّة والخارج، هل أنتم سادة أم عبيد أم أدوات أم ماذا؟”.
وعلّق على ما قاله أحد النوّاب حول عجز ايران، بالقول “إيران لديها تكنولوجيا نوويّة وصناعات تقنيّة حديثة متطوِّرة، وصناعة طائرات وسيّارات وغير ذلك، وهناك نائب لبناني “جهبذ” تقف معلوماته عند أنّ إيران عاجزة إلى حدّ إذا انكسرت مرآة سيارة لا تستطيع استبدالها”.
يحقّ للحكومة الاجتماع
وعن جلسة مجلس الوزراء، أكّد السيّد نصر الله أنّ حزب الله “بذل جهوداً كبيرة في الأسابيع ما قبل الفراغ الرئاسي من أجل تشكيل حكومة وبذلنا ماء وجه ولكن النتيجة كانت عدم تشكيلها”. وتابع “هناك خبراء دستوريون مسلمون ومسيحيون يقولون بدستوريّة اجتماع حكومة تصريف الأعمال، وهناك خبراء مسلمون ومسيحيون لا يقولون بذلك، لكن الأغلبيّة تقول بدستوريّة اجتماعها في حدود القضايا الملِحّة والمهمّة”.
وأوضح أنّ “قناعتنا الدستوريّة أنّه يحقّ لحكومة تصريف الأعمال أن تجتمع لتأخذ القرار في حدود القضايا الملحّة والضروريّة غير القابلة للتأجيل. نحن مضغوطون بقضايا الناس، فالموضوع له علاقة بالقناعة وبالضمير وإحساسنا بالمسؤوليّة وحاجات الناس، وكنّا نعرف أنّ له تداعيات وقبلنا بها”.
وأردف “لو لم نشارك في جلسة مجلس الوزراء لكانت كلّ الجوقة الإعلاميّة والسياسيّة المحليّة والخليجيّة والكتّاب المأجورين سيعملون على أسابيع بالترويج أنّ حزب الله عطّل أدوية السرطان وغسيل الكلى، ويتحمّل مسؤوليّة امتلاء القرى والمدن بالنفايات، فلن يقولوا التيّار الوطني الحرّ أو أيّ أحد آخر”، لافتاً إلى أنّ وجود بواخر الفيول في البحر يُسجِّل يوميّاً غرامات على اللبنانيين. وقال “نحن اليوم أمام واقع الحلّ المُمكن المُتاح هو أن تجتمع حكومة تصريف الأعمال لمعالجة موضوع الكهرباء وأزمة الفيول وتحسين ساعات الكهرباء وتجديد العقود”.
وأوضح أنّنا “التزمنا بحضورنا في جلسة مجلس الوزراء لمعالجة موضوع الكهرباء وليس في هذا تحديّاً لأحد لا في حضورنا ولا في انسحابنا في حال جرى تناول مواضيع أخرى في الجلسة. ذهبنا إلى الأكثر إلحاحاً لتجنّب التوتّر السياسي في البلد وهذا ما يُعبِّر عن حرصنا”.
وأكد أنّنا “لا نُريد أن نطعن بنظام ولا دستور ولا ميثاقيّة ولا شراكة نحن ذاهبون إلى معالجة موضوع ملِحّ للبنانيين بالطريقة المُتاحة. نقوم بمسؤوليتنا الاخلاقيّة أمام الناس فلا اصطفاف في الموضوع ولا تخندق”.
سليماني تجاوز المكان والزمان
وتحدّث السيّد نصرالله عن أهميّة الشهيد اللواء قاسم سليماني وقال “هناك شهداء يتجاوزون الزمان والمكان في تأثيرهم ويؤثّرون في البشريّة إلى قيام الساعة، فالشهيد الحاج قاسم سليماني تجاوز المكان فهو شهيد بمستوى الأُمّة والعالم، وتجاوز الزمان فتأثيره سيبقى لأجيال”.
ولفت إلى أنّ “المحور الذي قاتل “داعش” كان فيه الشهيد سليماني قائداً كبيراً وأساسيّاً في إلحاق الهزيمة بـ “داعش” و”إسرائيل الكبرى”، مضيفاً أنّه “لم يكن هناك مكان للخوف في قلب سليماني فكان يقتحم على الموت ويُغامر ويُخاطر ويمشي بين الرصاص والقذائف والعبوات الناسفة”.
ولفت إلى أنّ الشهيد سليماني أصبح معروفاً في السنوات الأخيرة، لكنّه أمضى عقوداً من أجل المقاومة، واليوم نحن عندما نقدّمه نقدّم النموذج الإلهامي الاسطوري”.
وتوجّه السيّد نصر الله بالشكر لـ”جميعة أسفار” ولكلّ القيمين بهذه المناسبة والفائزين بالمسابقة، مشيراً إلى أنّنا “نحتاج إلى تأكيد النموذج القائد الملهم الدؤوب المفكر المُضحّي كالحاج قاسم سليماني، فنحن ما زلنا في قلب المعركة”. وقال “تحدّثتُ سابقاً عن نسختين في المعركة، ونحن اليوم نواجه النسخة الثالثة، وسأتحدّث عن هذه النسخة يوم الخميس المُقبل في الذكرى الثلاثين لانطلاقة المركز الاستشاري للتوثيق والدراسات”.