جيداء أزرق تستلهم من تراث الشهباء مشروعها لإنتاج المنسوجات التراثية
انطلق من بيوت حلب مشروع السيدة جيداء أزرق لصناعة وحياكة السجاد والبسط التراثية القديمة، وأنواع المنسوجات الشرقية، والمدّ العربي الذي طالما اشتهرت به الشهباء، وكان جزءاً من تراثها وحمل اسمها في ربوع سورية والمنطقة.
واستطاعت أزرق والدة أحد شهداء الوطن أن تحوّل مشروعها لمشغل في حي جب القبة، وفرت عبره فرص عمل لعدد من العمال والعاملات، الذين يساعدونها ويبدعون في تطريز منتجاتها بعد أن وجدوا في مشروعها فرصاً مناسبة لإعانة أسرهم.
وتحدّثت السيدة جيداء أزرق عن مشروعها في لقاء صحافي، لتقول: بدأت أعمل مع زوجي بصناعة المد العربي والمنسوجات الشرقية قبل الحرب على سورية في معمل صغير بقرية الشيخ نجار شرق حلب، ولكن الخراب والدمار طاله جراء الإرهاب.
ولم تأخذ الحرب مصدر رزق أسرة جيداء فحسب، بل ابنها الشاب الذي استشهد دفاعاً عن الوطن، ولكنها لم تستسلم للحزن واليأس، بل قررت البدء من جديد، فحصلت على مساعدة حكومية مكنتها من شراء مكنات الخياطة والتطريز، والانتقال إلى أحد البيوت العربية القديمة وجعله مشغلاً للمشروع.
وتتحدّث جيداء عن منتجات ورشتها قائلة: نصنع السجاد والبسط التراثي وأغطية الطاولات التي تستخدم في المطاعم والمنشآت السياحية والحقائب النسائية الصغيرة والجزادين والمد العربي، الذي يلقى إقبالاً كبيراً من المحافظات وخاصة الشرقية.
وتصمم جيداء الرسوم الفنية لهذه المنتجات، وفق رغبة المتسوقين بمساعدة ابنها، والذي ينفذ تلك الزخارف باستخدام برامج الحاسوب، بالتعاون مع أصحاب المعامل المنتجة لتقديم منتجات تحاكي تراث الأجداد العريق.
جيداء التي تحب عملها لأنه يذكّرها بالماضي الجميل وبساطته، سعت لأن تضفي عليه روح المعاصرة، باستخدام ألوان جديدة تتناسب مع الواقع عبر إعادة إنتاج المفارش والوسائد باللون الأحمر والمد العربي وتطوير هذه المنسوجات.
وتختم جيداء حديثها بالقول: أعمل على تسويق منتجاتي عبر الإنترنت وصفحات التواصل الاجتماعي ومعارفي، وسأواصل عملي الذي أحب رغم ظروف الحرب وجميع الصعاب، لأننا من الألم نزرع الأمل في نفوس الأولاد والأحفاد، ونصنع شيئاً مميزاً للمستقبل.
في إطار متصل قالت سمر بيطار، العاملة في المشغل إنها وجدت فيه فرصة لتأمين مصدر للرزق ولمزاولة عملها الذي تحب، في الخياطة وتركيب مستلزمات المنتجات الشرقية رغم وضعها الصحي الذي يلزمها استخدام المعينات الحركية بالمشي.
فيما ذكر العامل أحمد ناصح أنه يقوم بأعمال قص القماش وتجهيزه لتوظيفه كمفرش أو مدة أو أغطية طاولات، ليتم بعدها حبكة وتطريز المنتج والخروج بقطعة تراثية جميلة.