دبوس
الإضافة القاتلة
ماذا لو؟ ماذا لو قيّض للجبهة الأردنية الممتدة لمسافة 300 كيلومتر مع كيان الإحلال أن تصبح ضمن محور المقاومة، ماذا لو، وذات ليلة دافئة، انتفضت تلك الذات العروبية الوطنية في داخل صنّاع القرار في عاصمة الجبال السبع، وترجّحت كفة الإباء والنشامى والانتصار للمقدسات والشعب الشقيق الذبيح، وانتفضت النخوة العربية، وانطلقت من عقالها آخذة في طريقها كلّ ذلك التخاذل والاستتباع والارتهان للقوى المانحة، وضاربة عرض الحائط بكلّ تلك الاتفاقيات والمعاهدات المذلّة المرسومة على مقاس مطامع العدو الصهيوني ومن خلفه من قوى الهيمنة ونهب الثروات وسلب الحقوق وسحق إرادة الشعوب…
ماذا لو قامت تلك القيادة بالقذف إلى مزبلة التاريخ بهذه الالتزامات لعدو سارق قاتل عنصري نازي فاشي، وتقمّصت الطريق المقاوم لدرء العدوان والخطر الماحق بوجود هذا الخليط الشرير في أرضنا، والمنتهك لمقدساتنا وتراثنا وديننا ولكلّ وجودنا؟
ليس مطلوباً من نشامى الأردن سوى التملّص من معسكر الهيمنة، والالتحاق بمحور المقاومة، والإعلان عن ذلك، ومن ثم إشعار هذا العدو بأنّ هذه الجبهة ستشتعل في حالة اندلاع قتال شامل في المنطقة بين محور المقاومة ومحور العدوان، مجرد الإعلان وإظهار النوايا بالانخراط مع محور المقاومة في حالة كهذه، في نظري، سيحمل في طياته نهاية هذا الكيان، لأنّ كياناً مثل هذا الكيان المسخ الهش، يحشد 19 لواءً لقمع شعبنا الأعزل في الضفة الغربية، سيضطر الى حشد 50 لواءً لحماية حدود طولها 300 كيلومتر مع الأردن، وهذا في حدّ ذاته كفيل بتوجيه ضربة قاضية وجودية للعدو، لن تقوم له بعدها قائمة، لأنّ هذا العدو سيفتقر بالضرورة الى المقدرة على التصدي لكل الجبهات، وسيسقط في يده، وسيشعر بالعجز المطلق، وستبدأ غالبية هؤلاء المغتصبين بغير حق لوطننا بالتفكير الجدي بالمغادرة الى غير رجعة، هذا ما تقوله السيكولوجيا، وهذا ما نعرفه بالتأكيد عن البيت الأوهن من بيت العنكبوت.
سميح التايه