«إسرائيل» من حرب الستة أيام الى حرب الست جبهات أوهن من بيت العنكبوت…
} محمد صادق الحسيني
ذاب الثلج وبانَ المرج، كما يقول المثل الشعبي العربي. فبعد كرنڤال تسليم وتسلّم منصب رئيس أركان جيش العدو، الجنرال كوخاڤي المنتهية ولايته، وصاحب العنتريات الفارغة، التي كان آخرها أنه سيعيد لبنان خمسين سنة الى الوراء في الحرب المقبلة وحديثه عن ضرورة إعداد الجيش الصهيوني لمهاجمة إيران، ورئيس الأركان الجديد، الجنرال هيرتزي هاليڤي، الذي تسلم المنصب من سلفه المذكور أعلاه، والذي أدلى بتصريحات لا تختلف في جوهرها عن تصريحات كوخاڤي، ها هو كبيرهم الذي علمهم السحر:
الجنرال المتقاعد اسحق بريك يدلي بتصريحات هامة جداً، صباح الثلاثاء ١٧/١/٢٠٢٣ لقناة «كان» الإسرائيلية، ركز فيها على أن:
الجيش الإسرائيلي غير جاهز للحرب على خمس جبهات، كما قال الجنرال بريك، وهي جبهات إيران وحزب الله وسورية والعراق وقطاع غزة والضفة الغربية. وهو محق تماماً في كلامه، الذي قاله للقناة الإسرائيلية، والذي سبق ان قال أكثر منه بكثير، في تصريحات سابقة له نشرت بتاريخ ٧/٩/٢٠٢٢، أكد فيها أن رئيس الأركان الجديد، الجنرال هيرتزي هاليڤي، محكوم عليه بالفشل مسبقاً، بسبب المشاكل البنيوية المتراكمة، التي يعني منها الجيش الإسرائيلي منذ مدة طويلة.
لكن قراءةً بين سطور تصريحات الجنرال بريك، لقناة كان التلفزيونية الإسرائيلية، تؤكد على حقائق كثيرة لم تكن مطروحة سابقاً، عندما أدلى بتصريحاته المختلفة لوسائل الإعلام الإسرائيلية.
اذ إن الجنرال بريك، عندما يقول إن الجيش الإسرائيلي غير جاهز للقتال، على خمس جبهات في الوقت نفسه، انما يؤكد بكل وضوح، على أن الجيش الإسرائيلي وسلاح الجو الإسرائيلي ليسا في وضع يسمح لهما بمهاجمة إيران، كما يدّعي رئيس وزراء العدو، نتن ياهو ورئيسا أركان الجيش السابق والحالي، وذلك لأن مدارج الطائرات، في القواعد الجوية الصهيونية، سيتم تدميرها بواسطة الصواريخ الدقيقة البعيدة المدى. وليس في كلامه هذا الكثير من الجديد.
الا أن الجديد في كلامه اليوم هو حقيقة أن إيران سوف تتسلّم سربين، من المقاتلات الروسية، من طراز سوخوي ٣٥، خلال مدةٍ أقصاها نهاية شهر آذار المقبل، حسب ما تؤكده تقارير اجهزة الاستخبارات الغربية والتسريبات الصادرة عن بعض المسؤولين الإيرانيين.
فما هي مقاتلات سوخوي ٣٥؟ وما الذي يجعلها تثير قلق الجنرال الصهيوني المخضرم، اسحق بريك، الذي حذر عملياً رئيس الأركان الصهيوني الجديد، من القيام بأي عمل ضد إيران (الجيش غير جاهز).
تعتبر هذه الطائره المقاتلة، التي ستتسلمها إيران قريباً:
١- طائرة مقاتلة متعددة المهام. أي أنها قادرة على تنفيذ مهمات قتالية مختلفة، تقررها رئاسة أركان القوات الجوية في البلد المعني.
٢- كما تعتبر هذه الطائرة مقاتلة تفوق جوي او سيطرة جوية. اي انها قادرة على حماية أجواء البلد الذي يستخدمها، وحسب خطط تضعها هيئة أركان القوات الجوية في البلد المعني مسبقاً.
وهذا يعني أن الاجواء الإيرانية ستصبح محميةً حمايةً محكمةً ومطلقةً، بعد تسلم هذه المقاتلات.
٣- وبكلمات أخرى فإن سلاح الجو الصهيوني ليس لديه اي قاذفات قنابل قادرةً على اختراق الاجواء الإيرانية وتنفيذ عمليات قصف حوي لاهداف إيرانية. بما في ذلك طائرات سلاح الجو الصهيوني، من طراز أف 35.
٤- يعود ذلك الى الاسباب التالية:
ـ تتمتع المقاتلات الروسية / الإيرانية، من طراز سوخوي ٣٥، بمحركين قويين جداً، تجعلان هذه الطائرات تتمتع بقدرات عالية جداً على المناورة، خلال العمليات الاعتراضية (لطائرات العدو) وعمليات القتال الجوي.
– تسمح لها محركاتها القوية بالوصول الى سرعة الفين وثمانمئة كيلومتر في الساعة. وهي السرعة التي تزيد عن أقصى سرعة، تستطيع الوصول اليها طائرات F 35، وهي اقل من الفي كيلومتر في الساعة.
– كما تمكنها قوة محركاتها (السوخوي ٣٥) من حمل حمولة تصل الى ضعفي حمولة أف 35، خاصةً أن الـ أف 35 الصهيونية تعتبر طائرةً شبحيّة ما يجعل مشغليها التقليل من حمولتها للصواريخ، التي يتم تسجيل ارتدادات موجات الرادارات المعادية عليها (على الصواريخ).
٥ ـ (قدرتها على حمل صواريخ جو/ جو، من طراز R 77 M 1، مداها ١٧٥ كيلومتر، أي أنها قادرة على الاشتباك مع الطائرات المعادية من مسافة مئة وخمسة وسبعين كيلومتراً.
٦- قدرة هذه المقاتلة، التي يمكنها تنفيذ مهمات قاذفة القنابل أيضاً، على الوصول الى عمق فلسطين المحتلة وقصف أهداف صهيونية هناك، حيث ان مداها يصل الى ثلاثة آلاف وثمانمئة كيلومتر (تتسع خزانات الوقود فيها لأحد عشر الفاً وخمسمئة ليتر)، بينما تبعد فلسطين عن القاعده الأم ألفاً وخمسمئة كيلومتر، والتي ستنتشر فيها الطائرات الإيرانية، وهي قاعدة اصفهان الجوية، التي تسميها أجهزة الاستخبارات الغربية قاعدة: TAB 8، الواقعة في شمال شرق اصفهان. بالإضافة طبعاً الى إمكانية هبوط هذه المقاتلات في القواعد الجوية السورية، سواءً للتزوّد بالوقود او لإعادة التذخير.
٧- وعليه، وبما ان الطائرة الوحيدة في منطقة الشرق الأوسط قاطبةً، القادرة على منافسة الطائرات الإيرانية، من طراز سوخوي ٣٥++ ( اي طائرة جيل رابع متقدم جداً وقريب من طائرات الجيل الخامس)، هي طائرة F 22، المتموضعة في قاعدة الظفرة الإماراتية، فإن امتلاك سلاح الجو الإيراني لهذه الطائرات المتطورة جداً يجعله ممسكا. تماماً بزمام المبادرة الاستراتيجية، جواً وبراً، نظراً لقدرات هذه الطائرات على تنفيذ العديد من المهمات القتالية، ومن بينها تقديم الدعم الجوي لكونها قادرةً على حمل ثمانية اطنان من الصواريخ والقنابل المختلفة.
خاصةً ان الولايات المتحدة ليست في وارد الدخول مع إيران في صراع عسكري مفتوح، نتيجة لعوامل عديدة اهمّها ان التركيز الاستراتيجي الاميركي، في المدى القريب والمتوسط، يتركز على مواجهة روسيا عسكرياً تمهيداً لما يعتقدون أنهم قادرون على تنفيذه من تحرّكات عسكريةٍ ضدّ الصين، سواءً في بحار الصين. اليابان أو في المحيطين الهندي والهادئ.
٨- وفي المحصلة الاستراتيجية فإنّ الدور الهام، الذي ستلعبه هذه الطائرات المقاتلة الإيرانية، وما سيكون لها من تأثير، في موازين القوى العسكرية في “الشرق الأوسط”، سوف يفضي (تغيُر موازين القوى) الى نشوء تفوق استراتيجي كبير، لصالح قوى حلف المقاومة، الامر الذي سيجعل تدفق آلاف المقاتلين الى الجليل المحتل، لا بل الى عمق فلسطين المحتلة، وصولاً الى حيفا واللد والرملة وإنهاء وجود الكيان الصهيوني المؤقت، أمراً ليس حتمياً فحسب وإنما في متناول اليد أيضاً.
وغني عن القول طبعاً إن الجنرال بريك قد حذر من ذلك، في تصريحاته لقناة كان التلفزيونية الصهيونية، صباح أمس.
“إسرائيل” اوهن من بيت العنكبوت.
بعدنا طيبين قولوا الله…