سورية والناتو…
} ميرنا لحود
سورية تاريخ يُكتب وفصول تُقرأ وتفاصيل تُحكى. بلد من عمر التاريخ. أما الأطلسي فهو «كومة» حكاياتٍ لسياساتٍ خطت وأعدّت لتنفذ. أداء هائل في الإجرام لمجموعاتٍ موّلت وسلحت لتمارس القتل والنحر والإعدام في نسيجٍ متنوعٍ وثقافةٍ قومية عربية خالصة.
دخل سورية سيف الغرب المفرّق فشرّد بعضاً وقبض على قلوب البعض الآخر واستولى على عقولٍ فارغة وفاقدة للبصيرة. وظفت لتلبية المطلب الشيطاني الغربي ذي اللون الإخواني الوهابي. أغمد السيف في الدولة العربية السورية فجرحت وتألمت لكنها صمدت. ذاقت الأمرّين بصبرٍ عميقٍ. ضرب الخراب المدن والدمار المباني وانقطع التواصل وسورية ظلت واقفةً شامخة تواجه المنظور واللامنظور من أرتال الشياطين المأجورين للأطلسي المخرّب.
سورية الأبية لم تركع أمام الهجمة الكونية، تهالك على سورية مجموعة الـ «سي أي آي» وكلّ من انضوى تحت تلك العباءة المترامية الأطراف. ورغم إغداق الأموال والمعدات والأسلحة المتقدمة لأعداء سورية والسماء لم ولن يفلح الشيطان الأكبر في تحطيم الجمهورية العربية السورية. قيادةً وحكومةً وشعباً، تكاتف الداخل مع أصدقاء المنطقة مشكلين تحالفاً منيعاً. بعد استعادة حلب فهم الغرب أنّ المعركة انتهت ولن ينجح في الاستيلاء لا على سورية التاريخ، ولا على العامل الجيوسياسي الاقتصادي في المنطقة طالما سورية منتصبة في وجه الأعداء وأعداء الله وأنبيائه. هي المحور وهمزة الوصل بين البلدان والتاريخ والحضارة. إنها السور المانع للغرب وبقاء سورية يعني بقاء المنطقة من طهران إلى اليمن مروراً بفلسطين. فمن أراد أنْ يخسر المعركة فليذهبْ إلى سورية. وها هي العبرة ولا بدّ من استظهارها شاء من شاء وعلى السواء للأطلسي والـ «سي أي آي».
أميركا الجريحة من عبء الهزائم مستشرسة، يئست أميركا من محاولاتها في دكّ الحائط السوري وانكباب استراتيجياتها للضغط على الدولة كي ترضخ للإملاءات وتسلم القيادة إلى الإرهابيين من كافة الجنسيات والألوان والعقائد. لذا عمد الأميركي إلى فرض الحصار والعقوبات لتجويع الشعب وابتزاز الدولة. فالأميركي محتلّ للأرض في الشمال ويسرق النفط ويتوسع في قاعداته العسكرية المزروعة على التراب السوري ويتآمر مع المتآمرين لنهب الثروات السورية ويقطع التواصل بين أبناء الوطن الواحد والعلاقات مع البلدان المتاخمة. لماذا تعاقب أميركا سورية؟ ومن أعطى الحق لأميركا بمحاسبة الدول؟ ومن يحاسب أميركا على تدخلاتها وارتكاب الجرائم في أوطان بعيدة عنها؟
لمحة عن التدخلات الأميركية في العالم من موقع غوغل وعلى سبيل المثال:
ـ التدخلات الأميركية المتكررة في الشيلي، ابتداءً من عام (1811).
(1898-1935)ـ أطلقت الولايات المتحدة عدة تدخلات في أميركا اللاتينية، مما أدى إلى الوجود العسكري الأميركي في كوبا وهندوراس وبنما. هايتي (1915-1935) ، جمهورية الدومينيكان (1916-1924) ونيكاراغوا (1912-1925) و (1926-1933. بدأ سلاح مشاة البحرية الأميركية بالتخصص في الاحتلال العسكري طويل الأمد لهذه البلدان، وذلك لحماية عائدات الجمارك التي كانت سببًا في نشوب حروب أهلية محلية.
(1901) تعديلات معاهدة بين الولايات المتحدة وكوبا بعد الحرب الإسبانية الأميركية، مما جعل كوبا عملياً محمية أميركية وسمح للولايات المتحدة باستئجار أو شراء الأراضي لغرض إنشاء قواعد بحرية، بما في ذلك خليج غوانتانامو.
1906) إلى 1909( حكمت الولايات المتحدة كوبا.
1899) إلى 1901( نظمت الولايات المتحدة حملة الإغاثة الصينية أثناء تمرد الملاكين وأطاحت بالجيش الإمبراطوري لسلالة تشينغ.
واللائحة طويلة…
أما التدخلات العسكرية السورية والعقوبات التي فرضتها على دول العالم وأميركا خاصة فلم نعثر على جواب بشأنها، وإذا كان أحد يملك أية معلومة فنحن نرغب في المعرفة.
إنّ الذي انتصـر في أشـرس المعارك العسكرية سوف ينتــصر في أشــرس المعارك الاقتصادية بإذن الله والأيام ستثبت ذلك كما تمّ إثبات انتصار وصلابة سورية والمقاومة في المنطقة من طهران إلى اليمن مروراً بفلسطين المحتلة.