انتفاضة أساتذة التّعليم الرّسمي
} انتظار عواضة*
ظهرت بشكلٍ واضحٍ يوم الأربعاء الماضي معاناة أساتذة التّعليم الرسميّ ومنهم أساتذة التّعليم الثّانوي الذين تجمّعوا أمام السّراي الحكومي أثناء اجتماع مجلس الوزراء عند انعقاد الجلسة لبحث ملفّ الكهرباء، وبعد الطّلب من ممثلي الأساتذة الانتظار لساعتين خرج الرئيس ميقاتي للقائهم لمدة لا تتجاوز الدقيقة والنّصف دقيقة واعداً بجلسةٍ لمعالجة الوضع التّربويّ، فالأساتذة باتوا يعانون من وطأة العيش برويتب لا يكفي لوصولهم إلى ثانوياتهم لا يزال على دولار 1500 والدّولار قد لامس 50 ألفاً، ولا يكفي فاتورة اشتراك الكهرباء.
علاج زوجة أحد الأساتذة في إحدى المستشفيات بلغ 250$ و14 مليوناً وراتبه لم يبلغ 60 دولاراً… كذلك يتحدّث أستاذ آخر عن سيّارته التي تعطّلت وكلفة تصليحها يتعدّى 500$، وهنا يتساءل الأستاذ أكرم باقر: «كيف يمكن أن نستمرّ بظلّ راتب لا يتجاوز الـ ٧٠$ ونحن نتديّن لدفع أجار منزل بـ ١٥٠$ ونحتاج إلى ٨٠$ للبنزين و٥٠$ لإشتراك طبابة و٤٠٠$ لكلفة علاجٍ شهريٍّ للوالدة من الكانسر و١٠٠$ أدوية لي ولزوجتي وثلاثة أولاد في المدارس، فنحن نحتاج أقلّه ٧٨٠$ دون مأكلٍ وملبسٍ وتدفئةٍ».
تداعى الأساتذة للتّعبير بعد أسبوعين من الإضراب وانتفاضة الكثير منهم على روابطهم التي لم تستطع أن تواكب مطالبهم من البداية والانصياع لوعود الوزير مراراً وتكراراً، أمّا هذه المرّة كان من اللّافت عودة الرّوابط لسماع صوت الأساتذة والسّير بما يقرّب المسافة ولتثبت أنّها تريد تحقيق المطالب التي تتلخّص بالآتي:
أولاً: رفض العودة إلى التّعليم مع إذلال كرامة المعلّمين مقابل إعطاء سبعين أو ثمانينَ دولاراً أو حفنةٍ لإسكاتِ الأصوات المطالبةِ بالحقوق.
ثانياً: دولرة الرّواتب أسوةً ببقيةِ القطاعات.
ثالثاً: بما يخصُّ التّقديمات الصّحيّة والاجتماعيّة: تحمّل تعاونيةِ موظفي الدّولةِ كلّ الزّياداتِ التي طرأت بالعودةِ إلى النّسبِ التي كانت مُعتمدةً قبلَ بدايةِ الأزمةِ، والرّفض التّامّ لمقصلةِ شركاتِ التّأمينِ الصّحيّ والمطالبة برفعِ قيمةِ المنحِ المدرسيّةِ والتّقديماتِ الاجتماعيّةِ.
رابعاً: رفع قيمة بدل النّقلِ من خلالِ دفعِ قيمةِ ثلثِ صفيحةِ البنزينِ كحدٍّ أدنى.
إنّ العام الدّراسيّ على المحكّ إن لم تستطع الوزارة تنفيس غضب الأساتذة في محاولةٍ لانتظام التدريس إذ وعدت إيجاد الحلول المناسبة، والأنظار تتوجّه نحو الأيّام المقبلة ونتيجة الاجتماع مع الدّول المانحة…
*باحثة تربوية