نافذة ضوء
لا يُـدرك العـز الا من به ازدانا
} يوسف المسمار*
الحيُّ من كانَ حيّ النفس إنسـانـا
والميتُ من كانَ ميت النفس يأسانا
إنْ شِئتُمُ العـزَّ يا أحـرار فانتفضوا
واستخدموا الموتَ للإنقاذ سـلطانا
لـم يـبـقَ إلاهُ ســـلطـانٌ لعـزتـنـا
بالموت ِ نحيا وننجو من خـطـايانـا
بالمـوت ِ نحيـا ونـُحيِّ مجـدَ أمتـنـا
بالموتِ نـُنـهي طـواغيتاً وطـغـيانا
المـوتُ بالعـزِّ لا في غـيـره أمـلٌ
يا شعـبـنا استـَلّ سـيفَ الموت فرقانا
ما خـابَ بالمـوت ِمَن يحـمي كـرامته
بل خابَ بالموت من بالعيش قد هـانا
أبطالُ بيروت يومَ استـشهدوا انـتـصروا
لولا الضـحايا لسـادَ الويـلُ لـبـنـانـا
لولا الضـحايا لما انـهارت جـحـافلهم
أبنـاءُ صـهـيـون واعـتـَزت سـرايانا
أحـرارُ بـغـداد هـالَ الغـربَ هـيـبتهم
فاستشرسَ الشرُّ في إخـضاع بـغـدانا
ظلـَّـت كما الفـجـر للمـريخ هامـتـها
تـخـتالُ بالعـزِّ أنـغـاماً وألـحـانـا
ما راعـها الموتُ بل ظـلـَّـت مكوكبة ً
تستـنـفـر النـبـلَ أشبالاً وأســدانا
وحشـيةُ الـغرب لن تـُلغي حـضارتـنا
ما دامَ في الكون بـعـضٌ من مـزايانا
يا فتية القـدس صـنتـُم حـقـَّـنا بـدَم ٍ
أبهى من الـنـور إشـراقـاً وتـَبـيانـا
غـيـَّرتمُ الكونَ في استـشـهاد نـخـبـتكم
فاسـتـَسلـَمَ الظـُلمُ مـقـهـوراً وخـيـبانا
في القـدس ِ بيـروت قد شعـَّـت منارتها
تستـنهـِض الحـقَ إقـدامـاً وقـربانـا
فاستـنشقَ الجرحَ وردُ الشام وابتسمت
أزهـارُ بـغـداد في الكويـت ِخــلّانــا
وفاحَ بالخير نـهـرُ العــز ِ وانـتـفـَضت
روحُ البطولات في أبـنـاء عـمـَّـانـا
يا أهـلنـا الجـهــلُ آتٍ من غـباوتـنـا
فابـنوا من العـلم ِ للأجـيـال ِ أركانـا
يا أهـلـنا الجـبنُ سـار ٍ من تـخـاذلنـا
فامـضوا الى المـجـدِ أبطالاً وشجـعانا
يا أهـلنا الـويـلُ داء ٌ من تـباغـضنـا
فداووا بالحـب ِ والإحسان ِ مرضـانا
لـن نـُـدركَ العــزَّ إلا في تـنافسـنـا
في سـاحـة العــزّ أرواحـاً وأبـدانـا
لـن نـَطـرُدَ الشـرَّ إلا في تـَمـَسـُّـكـنـا
بالحـق ِ ديـناً وبالـرحـمـان ِ ديـَّانـا
لـنْ يـَخـذلَ اللهُ أعــدانـا ويَـنصرنـا
إلا إذا الحـبُّ فـيـمـا بـينـنا رانــا
*شاعر وباحث قومي مقيم في البرازيل.