نافذة ضوء
الحزب السوري القومي الاجتماعي
ليس حركة تقليد بل حركة توليد
} يوسف المسمار*
لقد أوضح مؤسس الحركة السورية القومية الاجتماعية أنطون سعاده حقيقة الحزب السوري القومي الاجتماعي حين قال:
«إن الحزب السوري القومي ليس حزباً سياسياً دون صفة ثانية، بل هو أكثر من ذلك قليلاً، هو حركة الشعب السوري الدافعة به ليحتلّ مركزه في العالم، هو رسالة الشعب السوري إلى سورية أولاً وإلى العالم أجمع. رسالة الوحدة والحرية والقوة والواجب والنظام، هو غير الحركات الجديدة التي نشأت على أثر الحرب العظمى. ليست حركة تقليد، بل مجموع جوهر كل الحركات الصالحة للحياة مادة وروحاً».
الحزب السوري القومي الاجتماعي اذاً هو حركة توليد وليس حركة تقليد، وبين التوليد والتقليد فرق كبير لأن في التوليد ولادة حياة جديدة لا ترضى بالماضي كيفما اتفق مهما كان صالحاً، بل تسعى بقوة وفعالية للوصول الى الأصلح، فلا تتنكر لصالح في الماضي سواء كان روحياً أو ماديا، دينياً أو دنيوياً، بل تتخذ من كل صالح وجميل ونافع قاعدة انطلاق لتحقيق الأفضل في الحياة. وحركة التوليد التي لا تتنكر لأي صلاح ونافع سواء كان دينياً او دنيويأ هي هي خلاصة جميع الأفكار النافعة وجوهر جميع الحركات الصالحة للحياة مادة وروحاً.
هو مجموع جوهر الرسالات الدينية الأخلاقية المناقبية الصالحة، ومجموع جوهر الرسالات الدنيوية المعرفية العلمية الفضائلية الإبداعية الصالحة أيضاً.
هذه هي الرسالة السورية الجديدة القومية الاجتماعية التي ميَّزت بين الحق والباطل، وبين الصلاح والطلاح، وبين النهضة والاستسلام للتقاليد والطقوس، وبين حياة العزّ وعيش الذل، وبين ترقية الحياة وعيش الخمول. فلم تحتقر فكرة صالحة دينية كانت أم علمية علمانية ولم تزدر بشخص صالح كائناً من كان سواء كان رجل دين أو رجل فكر وأدب وشعر وفن.
ولم تنظر الى المرأة الا كما تنظر للرجل، ولم تفهم كينونة الإنسان ونشوئه إلا بعنصريه المرأة والرجل.
وتعتبر ان مقولة المرأة نصف المجتمع مقولة خاطئة باطلة لأن المجتمع بدون مرأة مجتمع ناقص باطل لا وجود له، واذا وُجد فهو مجتمع منقرض.
وكذلك لا تقبل بمقولة أن الرجل هو أيضاً نصف المجتمع للأسباب ذاتها
فلا وجود لمجتمع بدون مرأة وكذلك أيضاً لا وجود لمجتمع بدون رجل. ولا وجود لرجل الا اذا كانت الى جانبه امرأة، ولا كينونة لامرأة الا اذا كان الى جانبها رجل.
ولا روح انسانية الا في مادة إنسانية، ولا مادة إنسانية الا اذا توفرت فيها روح إنسانية. ولا عالمٌ مادي الا اذا استوطنه عالمٌ روحي، ولا عالمٌ روحي الا اذا تجسّد في عالم مادي. وفي أساس الرقي الانساني تفاعل مادي – روحي لا ينكره الا جاهل.
«إن النهضة السورية القومية الاجتماعية جاءت تنفض غبار الأوهام عن أذهان الناس ليميّزوا بين قول الحق وقول الباطل».
فيتجنبون الضلال ويعتمدون الحق ويسيرون في وضوح وجلاء ويسعون بكل قواهم إلى مستوى الرقي العقلي يطلون من خلاله على عالمٍ من النور أبهى وأروع.
*باحث وشاعر قومي مقيم في البرازيل.