«الجهاد الإسلامي» تدشن بمشاركة «القومي» مشروع الطاقة الشمسية في تجمع مباني غزة في بيروت
رأى مسؤول الساحة اللبنانية في “حركة الجهاد الإسلامي” علي أبو شاهين أنّ “الشعب الفلسطيني يشكل النقيض للمشروع الصهيوني، وكان ولا يزال يشكل قلقاً للصهيونية، فهو الشاهد على الجريمة البشعة التي ارتكبت بحق فلسطين. وقد تعرّض ولا زال يتعرّض عبر عقودٍ من الزمن ولأكثر من سبعين عاماً لمؤامرات ومشاريع خبيثة يُراد منها تصفية قضيته المركزية، ودفعه لكي يتخلى عن ثوابته وحقوقه لا سيما حقه بتحرير أرضه والعودة إليها”.
كلام أبو شاهين جاء خلال حفل تدشين مشروع الطاقة الشمسية، الذي نفذته لجنة المؤسسات والعمل الخيري في “حركة الجهاد الإسلامي” في تجمع مباني غزة في العاصمة بيروت، وذلك بحضور ناموس المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الإجتماعي سماح مهدي وممثلين عن فصائل المقاومة الفلسطينية والقوى والأحزاب اللبنانية وحشد غفير من أهالي المنطقة.
وقال أبو شاهين: “أكثر من سبعين عاماً ونحن نعيش في ظروف مأساوية من التهجير واللجوء. وكان يُراد من خلال العديد من المؤامرات تصفية هذه القضية، وذلك بالضغط على أبناء شعبنا الفلسطيني لتجويعه وتيئيسه كي يتمّ الدفع به نحو الهجرة ونحو اليأس والإحباط ليتخلى عن حقوقه في وطنه فلسطين. لكن شعبنا الفلسطيني رغم كلّ هذه المعاناة لا تزال حناجره والدم الذي يجري في عروقه ينبض بحب فلسطين ولن يتخلى عن هذا الحق مهما بلغت المعاناة ومهما بلغت التحديات”.
أضاف: “لذلك، وإيماناً منا بشعبنا وبواجبنا اتجاهه ورغم أنّ الاحتلال هو الذي تسبّب بكلّ هذه المعاناة، لكن هي مسؤولية الأونروا بالدرجة الأولى التي تقصّر بطريقة مبرمجة وممنهجة عن القيام بواجباتها تجاه اللاجئين الفلسطينيين هو سبب أساسي في زيادة وتفاقم هذه المعاناة على مستوى الكهرباء والمياه والبنى التحتية والبطالة”.
ودعا أبو شاهين إلى “تكثيف الضغط على الأونروا حتى تقوم بواجباتها تجاه أبناء شعبنا كونها الشاهد الأساسي والمسؤول الأساسي على نكبتنا، وهي للأسف تتخلى عن مسؤوليتها بشكل تدريجي”.
كما دعا الدولة اللبنانية المضيفة إلى منح الحقوق المدنية والاجتماعية للاجئين الفلسطينيين، والتي للأسف وعبر الحكومات المتعاقبة لم تنصف اللاجئ الفلسطيني وهذا أيضاً ساهم في زياد الضغوط الحياتية عليه”.
وتابع: “رغم كلّ ذلك، فإننا كفصيل فلسطيني مقاوم نرى أنه من واجبنا أيضاً أن نساهم بما نستطيع للتخفيف قدر المستطاع من هذه المعاناة. ولذلك قمنا عام 2022 بتقديم رزمة من المشاريع عبر إخواننا في لجنة المؤسسات والعمل الخيري شملت معظم المخيمات الفلسطينية في لبنان”.
وبيّن أبو شاهين بأنّ “المشروع الذي نفتتحه اليوم هو اختتام لرزمة المشاريع التي أطلقتها حركة الجهاد في العام 2022، لإنارة المخيمات والتي أكمل مرحلته الثانية، وستتمّ المرحلة النهائية، وبقيَ لدينا مخيمي الباص والمية ومية، حيث سنختتم المشروع في عام 2023 إن شاء الله. بالإضافة إلى ما أنجزناه من مشاريع محطات تكرير المياه والمطبخ الرمضاني وغيرها”.
وقال: “نحن نعدكم يا أبناء شعبنا بأننا سنقدّم رزمة من المشاريع في العام 2023، ستشمل معظم المخيمات الفلسطينية على مستوى المياه والكهرباء لتخفيف المعاناة على قدر المستطاع، وبالشراكة مع أهلها من لجان الأحياء ولجان شعبية، ومن لديه أيّ مقترح، أية فكرة أو أية حاجة، نرجو وضع إخواننا في لجنة المؤسسات في صورتها حتى يكون العمل بالشراكة وبالتعاون والتكامل في ما بيننا لعلنا نبلسم جرحاً، لعلنا نخفف قليلاً من هذه المعاناة”.
واختتم أبو شاهين كلامه، مقترحاً إطلاق أسم الشهيد أدهم جبارين على هذا المشروع، وذلك إحياءً لذكرى هذا الشهيد العظيم، الذي قدّم دمه وروحه على أرض الضفة المحتلة قبل أيام، وهو أحد أبطال كتيبة جنين التي ترفع رؤوسنا”، مخاطباً أبناء كتيبة جنين قائلاً: “نقول لهم من هنا، من المخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان ليسمعوا صوتنا: نحن معكم، أنتم ترفعون رؤسنا اليوم.. إنّ دمكم الطاهر الذي يسيل في شوارع الضفة في مواجهة الصهاينة يحيي فينا الأمل ومزيداً من الثورة والمقاومة. إنّ له أثراً كبيراً على إخوانكم اللاجئين في كلّ مكان. كونوا على ثقة أنّ هذه الدماء لا تذهب هدراً ولكنها تشكل اليوم أكبر ومضة أمل في هذه الأمة”.
وبعدها كانت كلمة للجان مباني غزة، ألقاها سعد حجاب، ثمّن فيها كثيراً الجهود التي تبذلها “حركة الجهاد الإسلامي” من خلال إطلاق مؤسساتها الخيرية مشروع الطاقة الشمسية في مباني غزة والمخيمات والتي من شأنها أن تخفف الأعباء الحياتية عن كاهل أهلها الذين عانوا كثيراً وعبر سنوات من مشكلة انقطاع الكهرباء والمياه عن بيوتهم، في ظلّ الأوضاع المعيشية الصعبة”.
وختم حجاب كلامه، مقدّماً الشكر للإخوة في “مؤسسات العمل الخيري” لجهودهم المباركة في تنفيذ المشاريع التي تخدم أبناء الشعب الفلسطيني، موجهاً التحية لأرواح شهداء كتيبة جنين الذين يدافعون عن شرف الأمة ومقدساتها”.
وفي ختام الحفل، تمّ قص شريط الافتتاح، ثم كانت جولة تفقدية لسير عمل المشروع في مباني غزة.