أخيرة

دبوس

حرق القرآن…
عود على بدء

كلّ إدانات العالم والتنديد والشجب والاستنكار لن يثني هؤلاء الأوغاد عن التوقف عن ممارساتهم القذرة، وشذوذهم وتعمّدهم إهانة ما يقع موقع المقدس في نفوس الآخرين، أما المضحك في الموضوع فهو انّ حكومة كحكومة السويد تدّعي بكلّ الوقاحة وازدراء لعقول ومشاعر الآخرين، بأنها لا تملك أية مقدرة على التدخل الفاعل في مسألة حرق القرآن الكريم من قبل أحد مواطنيها المارقين، والذريعة البائسة في هذا الشأن، هي انّ القانون السويدي لا يعاقب في حالة كهذه، كما أنّ الدستور لا يحمل في طياته أيّ قول إزاء عملية الحرق، والتي تقع ضمن حق التعبير عن الذات، المكفول على إطلاقه للقاطنين في بلاد السويد…
أين إذن، في حالة كهذه، قدرة 2 بليون مسلم ونصف بليون على الفعل والمقدرة على درء مثل هذا العدوان والتعدي من دولة لا يزيد عدد سكانها عن العشرة ملايين إنسان، هل تمتلك هذه الأمة المترامية الأطراف القدرة إنْ لم نقل الرغبة في تلقيم هذا الإنسان الموغل في عجرفته حجراً يمتنع عليه بعد ذلك أية استطاعة للنيل من مقدساتها ومن تكوينها الديني الغير قابل للمسّ؟
هل فعلاً تنظر هذه الأمة الى مقدساتها ومحرماتها على أنها لا يجوز المسّ بها؟ أم أننا في أعماق أعماقنا لا نمتلك ما يكفي من الاحترام لذاتنا الموضوعية بما يوجب رد الفعل…
أقول ذلك لأنّ وقف هذا الاستمراء في التعدّي على حرماتنا سهل وبسيط ولا يستأهل أيّ تعقيد، كلّ ما يستدعيه الأمر هو وقف التعامل التجاري مع هذه الدولة من قبل الأمة الاسلامية برمّتها، لكي تجثو هذه الدولة على ركبتيها في صبيحة اليوم التالي، ثم يصبح في مقدورها وبلا تردّد وبلا مواربة تغيير الدساتير وتغيير القوانين بما يمنع وبطريقة باتَة مجرد التفكير في ارتكاب حرق حرف واحد من حروف قرآننا، ولربما يقدمون على مبادرة لدفع تعويضات عن كلّ الأذى المعنوي الذي ألحقوه بأمتنا، وهم صاغرون.
سميح التايه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى