لن نترك وطننا للصوص نحن أهل الأرض ورجالها…
} المحامي معن الأسعد
ها هي الذكرى السنوية الثانية عشرة لرحيلك تعصف بوجداني مجدداً.
من قال انّ الزمن كفيل بدمل الجراح ووأد ألم الفراق؟
الحمد لله على نِعَمِه وعلى ما ابتلانا به يا والدي،
الحمد لله الذي أنعم عليك بالرحيل عن هذه الدنيا الفانية شامخاً مرفوع الرأس راضياً مرضياً…
الحمد لله الذي مَنَّ عليك بالرجوع إليه قبل ان تشاهد بأمّ عينيك سرقة أموال شعب بأكمله من دون حسيب أورقيب… وقبل أن ترى شعبك وأهلك وناسك يقفون في طوابير الذلّ والهوان والعار،
وقبل أن تلمس يقيناً أنّ «الدولة» التي أحببتها وناضلت كلّ حياتك لأجلها تُدفَن في وحول مستنقعات عصابة اللصوص الطائفية والمذهبية الميليشياوية الحاكمة المتحكمة بالبشر والحجر،
نعم يا والدي، تمّ قتل «الدولة» ودفنها وتشييعها وإتمام حصر إرث لها على يد القتلة…
أصبح القتلة هم الورثة لما بقي من مفهوم «الدولة» وسقطت قاعدة بأنّ قاتل أبيه لا يرث …
وبالرغم من كلّ ما ذكرته لك يا والدي أطلب اليك بل أرجوك ألا تحزن ولا تذرف دمعة واحدة قهراً وغضباً…
نحن لن نترك وطننا لهؤلاء اللصوص العملاء للأجانب…
لبنان وطنك ووطننا ووطن كلّ شريف حرّ مستقلّ…
نحن أهل الأرض ورجالها وزادها وملحها، وهم عملاء أجانب مرتزقة لا مفهوم لديهم للمواطنة.
تأكد يا والدي بأنّ الصبح بات قريباً وقريباً جداً، وقريباً سنرى عدل الله عزّ وجلّ في الدنيا قبل الآخرة…
رحمك الله يا والدي،
يا أخي وصديقي وكاتم أسراري، يا مشكى ضيمي.
لك مني ومن كلّ أهلك ومحبّيك الدعاء والرحمة، والعهد والوعد مهما قست علينا درب الجلجلة.
رحمك الله يا عدنان الأسعد.