دبوس
الربيع الحاسم
يبدو أنّ قيادات دول الناتو اتفقوا في ما بينهم، وخلف الأبواب المغلقة على الظهور دائماً وأمام الإعلام وهم يضحكون ويبتسمون ويتبادلون النظرات الواثقة حتى يكونوا بمظهر المنتصر…
بغضّ النظر عن حجم العلقات الساخنة التي تأكلها قوات زيلينسكي النازية في جبهات القتال، بالذات أولاف شولتز وإيمانويل ماكرون لا تراهما إلّا منفرجي الأسارير، وضحكات وابتسامات يبعثون من خلالها رسائل مخاتلة، بأنّ الأمور تسير على أحسن ما يرام، وأن كفّتهم هي الراجحة، وانّ سلاحهم يصول ويجول في ميادين القتال…!
سيذوب الجليد في الربيع، وسينكشف المستور، وستستيقظ أوروبا المغلوبة على أمرها، على هزيمة مدوية لفيالق الآزوف المرتزقة، وستتقاطر وفود أوروبا إلى مائدة المفاوضات مذعنة وقابلة بحقيقة انّ روسيا لا يمكن هزيمتها، وستستمرّ الضحكات والابتسامات البلهاء للتغطية على كلّ القرارات والمواقف الخاطئة التي اتخذت من قبل هذه القيادات المرتهنة إرضاءً للسيد القابع في البيت الابيض، وستدفع شعوب أوروبا فقط الثمن الباهظ لهذه الحرب التي أراد الأميركي من ورائها استنزاف روسيا وتركيعها، ومن ثم توجيه ضربة استراتيجية لكلّ محور الشرق الذي بدأ يهدّد، وإلى غير رجعة، الهيمنة الأميركية في العالم.
سيترتب على هذه الحرب، وقريباً، الاستدارة الحتمية للبشرية نحو عالم متعدّد الأقطاب، وستعود آسيا والشرق وكلّ شعوب الأرض المستضعفين الى سدّة القيادة بمساهمة فاعلة في تقرير مصير الإنسانية، وبلمسة فيها شيء من الإنسانية، وطيف من شذرات القيمة الأخلاقية، والتي وتحت وطأة العنجهية الأنغلوساكسونية، افتقدتها شعوب الأرض بالمطلق، فلم تنعم بأيّ قدر من العدل والقسط، ورزحت تحت نير مظلومية عظمى، لم تشهد لها الإنسانية مثيلاً.
سميح التايه