قاسم: حلّ مشاكل لبنان يحتاج لتوافق داخلي ووقف التدخّلات الخارجيّة

اعتبر نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، أنَّ «حلّ مشاكل لبنان يحتاج إلى توافق داخلي، ويحتاج إلى أن تُوقف الدول الأجنبيّة تدخّلها وضغطها على لبنان». وقال «واحدة من مشاكلنا الكبرى هو التدخّل الأميركي بالعقوبات وبحصار لبنان وبمنع العالم من أن يتعاطى معه، فإذا كفّت الدول الخارجيّة أيديها عن لبنان، لبنان بخير».
أضاف في مقابلة أجرتها معه منصّة «BreakThrough News» الأجنبية «من المُفيد، أن تكون السعوديّة على علاقة جيّدة مع لبنان، لكن ليست هي التي تصنع استقرار لبنان ولا مستقبله، فاللبنانيون هم الذين يصنعونه»، مؤكداً «أنّ كلّ مشاكلنا في لبنان هي من التدخّلات الخارجيّة، والأفضل أن نتماسك لبنانيّاً من أجل أن نُنجِز استحقاقاتنا من دون ضغط خارجي».
واعتبر «أنّ أحد أهمّ أسباب الانهيار الذي نراه في لبنان هو العقوبات الأميركيّة من ناحية، وتشجيع الفوضى والاضطرابات التي كانت تقودها أميركا من خلال منظّمات المجتمع المدني أو المنظّمات غير الحكوميّة، حيث كانت تعمل على قطع الطُرُق والتّخريب والتعطيل على الناس».
وتابع «إذا كان الحديث، عن أنّ أميركا تستهدف أفراداً، فهذا كلام غير صحيح، أميركا تستهدف مجتمعاً بكامله، دولة بكاملها. طبعاً هدفهم أن يضغطوا علينا حتى يقول الناس بأنهم لم يعودوا يُطيقون هذا الأمر ويضغطون على حزب الله ليُغيِّر من سياساته، هذا لن يحصل وهم يعلمون أنّه لن يحصل، وأكبر دليل حصول الانتخابات النيابيّة. واستطعنا أن نبقى قوة وازنة في داخل البلد، وهذا مؤشِّر على فشل أميركا في الفصل بيننا وبين الناس».
ولفت إلى «أنّ أميركا تعتدي على كلّ لبنان من دون استثناء بالضغط الاقتصادي والسياسي والمالي وهي تُحارب الأطفال والنساء كرمى لعيون إسرائيل ومصالحها. لكنّهم لن ينجحوا».
وفي موضوع الفساد، أشار إلى أنّه «عندما يكون هناك فساد في البلد، عادةً من يضع يده على الفساد ويُحاسب هو القضاء، ونحن رفعنا كثيراً من الدعاوى من أجل أن يحكم بها القضاء، لكنّها وُضِعت في الأدارج»، متسائلاً «هل يُمكن أن نُحارب الفساد إلاّ عبر الطرق القانونيّة؟».
ورأى أنّه «لا يوجد مشروع اقتصادي لجهّة سياسيّة بمعزل عن تركيبة الدولة» وقال «إذا كانت تركيبة الدولة منذ 1992 بعد الطائف، تعمل على إلغاء الزراعة والصناعة والاعتماد على الخدمات والبنوك والسياحة، فهذا يعني أنّه لا يوجد بُنية اقتصاديّة حقيقيّة للبنان. حاولنا مراراً وتكراراً أن نطرح دعم الزراعة والصناعة والقيام بالاستثمار البشري، لأنَّ هناك قدرات وطاقات علميّة مهمّة في لبنان، لكنّ الحكومات المُتعاقبة لم تعمل في هذا الاتّجاه. وبالتالي لا يُمكن للسياسات الاقتصاديّة أن تمرّ إلاّ عبر منظومة الدولة. ما استطعنا فعله قمنا به والباقي مسؤوليّة الجميع».