دبوس

استيطان وهوان…

18 الف وحدة سكنية جديدة ستقوم حكومة نتنياهو الفاشية بالتوقيع على مرسوم البدء في إنشائها في الضفة الغربية، أيّ، سيتمّ إضافة ما يتراوح بين 80 الى 100 ألف مستوطن إلى قطعان المستوطنين الطارئين في الضفة الغربية…
في أفضل حالاته، وفي ذروة ردود فعله سيقوم دعبس وسلطته البائدة بالتنديد والاستنكار، تماماً كما فعل ألف مرة قبل ذلك، وسيستمرّ كيان الإحلال في توسيع وإنشاء مستوطنات جديدة كما فعل ألف مرة قبل ذلك، وسيستمرّ أبناء دعبس في اكتناز ملايين الدولارات في جيوبهم كما فعلوا ألف مرة قبل ذلك في خليج التطبيع والتتبيع.
كما أنّ أمة التعاسة والخنوع في بُعديها العربي والإسلامي ستستمرّ في ممارسة الحياة الطبيعية كما فعلت ألف مرة قبل ذلك، أمة هي في أفضل حالاتها متقاعسة، وفي أسوأ حالاتها خائنة لدينها ولعروبتها ولكلّ معايير العزة والكرامة والشرف، أمة آثرت السلامة والأمل الزائف بالرخاء والرفاه الموعود بلا طائل، ولكن بالمراوحة في منطقة الرجاء والاحتمال فقط لا غير، في مقابل ذلك تتخلى طواعية عن آخر ذرة من الكرامة وما كان يُدعى عزّةً وإباءً…
خمسة ملايين صهيوني عفن، يكيلون الإذلال وامتهان الكرامة لأمة قوامها بليونين، وعلى امتداد مئة عام، يدوسون على رؤوسها بأحذيتهم، ويمرّغون أنوفهم الضخمة المعقوفة بالوحل، والأمة مبطوحة لا نبض فيها لأيّ نوع من أنواع الحياة، لا يُلام الأوغاد الذين يحكموننا أبداً، هؤلاء طبيعتهم قدّت من البقايا الإنسانية، ومن القذارة المتراكمة في جوف مجاري الصرف الصحي، ولكن الذي يُلام هي الشعوب الراضية بخنوع ومذلّة لكلّ هذا التراجع والفناء التدريجي، قديماً قيل، كلّ إناء بما فيه ينضح، وقيل أيضاً بالدارج من القول، طنجرة ولاقت غطاها، وتوّج ذلك الرسول الأعظم بالقول، كيفما تكونوا يولّى عليكم، لا تهنوا ولا تحزنوا يا شعوب أمة الخير، فأنتم منسجمون مع ذاتاتكم بالمطلق، ناموا ولا تستيقظوا، ما فاز إلا النّوّم.
سميح التايه