«لقاء الأحزاب والقوى والشخصيّات الوطنيّة اللبنانيّة» أقام لقاء داعماً لمقاومة الشعب الفلسطينيّ في قاعة الشهيد خالد علوان.. والخطباء أكدوا استنفار العزائم وقرب التحرير وضرورة توحيد البندقية المقاومة
عُقد لقاءٌ تضامنيٌّ بعنوان «فلسطين الشهادة والانتصار»، بدعوة من «لقاء الأحزاب والقوى والشخصيّات الوطنيّة اللبنانيّة»، دعماً لمقاومة الشعب الفلسطينيّ في مواجهة الاحتلال الصهيونيّ، في قاعة الشهيد خالد علوان في منطقة الحمرا في بيروت، وأجمعت الكلمات على خيار المقاومة لتحقيق النصر على العدوّ «الإسرائيلي» في أيّ مواجهة مُقبلة، مشدّدةً على أهميّة وحدة الصفّ الفلسطيني لدعم المقاومة في الميدان وتكبيد الاحتلال الهزيمة.
الراسي: القضيةّ لن تموت
قدّم للقاء عضو قيادة حزب البعث العربي الاشتراكي الدكتور علي غريب وألقى مُنسِّق لقاء الأحزاب النائب السابق كريم الراسي كلمة، قال فيها «السلام على فلسطين، السلام على القدس، السلام على القضيّة المُقدّسة، قضية القدس وفلسطين والمقاومة الفلسطينيّة، قضيّة تحرير فلسطين مُقدّسة، هكذا علّمنا جدّي الراحل الرئيس سليمان فرنجيّة، صحيح أنا اليوم أمثِّل لقاء القوى والأحزاب الوطنيّة اللبنانيّة ولكن نحن نُمثِّل تربية وطنيّة عربيّة. تربّينا عليها وهكذا عشنا وربّينا أولادنا وسنبقى حتى تحقيق النصر وتحرير فلسطين وإعادة الأرض إلى أصحابها الحقيقيين».
واعتبر أنّ «ما تحقّق في لبنان من المقاومة الباسلة والشريفة من تحرير للأرض واستعادة الكرامة، هو العمل الجدّي الوحيد الذي يوصل إلى تحرير فلسطين».
وأكّد «أنّ قضيّة فلسطين لن تموت وستبقى طالما هذا الشعب مُصرّاً على المقاومة والمواجهة والتصدّي»، مشيراً إلى أنّ «علينا جميعاً التوحُّد لتحقيق التحرير وأقول لإخواننا الفلسطينيين المنتشرين في كلّ العالم والموجودين في فلسطين، إنّ الوحدة هي سبيلهم الأجدى لاستعادة حقّهم وأرضهم ونصرة قضيّتهم».
مرهج: معركة المصير تجمعُنا
من جهته، اعتبر النائب السابق بشارة مرهج «أنّ الكيان الذي كان مهيمناً على المنطقة والذي كان يتحدّى شعوبها ودولها مجتمعةً وبلغ فيه الأمر تحدّي القرارات الدوليّة والإرادات الإقليميّة وخرق كلّ الخطوط المتعارف عليها دوليّاً وانتهاك كلّ القوانين والمواثيق التي انكسرت أمام جبروته، هذا الكيان وقف بالأمس مذهولاً أمام إصرار الشعب اللبناني ومقاومته الوطنيّة والإسلاميّة التي تمكّنت من دحره وتحرير أرضها عام 2000».
ولفت إلى «أنّ الهدف الذي جمع الأطراف الصهيونيّة كلّها كان ولا زال التحضير السياسي والأمني والعسكري لإلحاق الهزيمة بالمقاومة، غير أنّ صمود المقاومة وتطويرها المستمرّ لأوضاعها وإمكاناتها بالتزامن مع بروز الروح القتاليّة الفلسطينيّة من جديد وانتقالها الى مستوى متقدِّم من المواجهة على مختلف الجبهات من غزّة إلى القدس أو الضفّة وصولاً إلى أراضي 1948، كلّ ذلك كبّل يد العدو وجعله يلجأ إلى ابتكار وسائل جديدة لاستخدامها ولتثبيت كيانه العدواني وتحقيق مشروعه العنصري الذي يستلزم تزوير هويّة فلسطين وتهجير شعبها في ظلّ عمليّات متسارعة مع الولايات المتّحدة والمعسكر الغربي، بُغية إضعاف الموقف العربي وإفراغه من أيّ مضمون نضالي بحيث تُصبح فلسطين وحيدة وساقطة عسكريّاً وسياسيّاً، بيد الكيان».
وتابع «إنّ الشعب الفلسطيني المُقاوِم في السجون والمخيّمات والمدن والقرى والصحاري، المتمسِّك بإيمانه بأرضه المصمّم على استعادة حريّته وإعلان استقلاله، يُكمل الطوق على الكيان المتعجرف ويُضاعف من خوف وقلق المستوطنين الذين يهاجرون بالآلاف خوفاً ممّا ينتظرهم من مخاطر».
وأكّد أنّ «مصيرنا مع فلسطين هو مصير مشترك كما هو حالنا مع سورية المُحاصَرَة والتي لا زالت وسط المعركة التاريخيّة لصدّ العدوان الأميركي الصهيوني وتكريس وحدتها وحريّة شعبها»، مشيراً إلى أنّ «معركة المصير تجمعُنا بوجه العدو الذي يُحاربنا على كلّ الجبهات. ولذلك فكلّ دعم للقضيّة الفلسطينيّة ونضالات الشعب الفلسطيني هو واجب قوميّ ويصبّ في مصلحة كلّ قطر من الأقطار العربيّة. فكلّما قويت شوكة المقاومة في فلسطين ولبنان ازدادت جبهتنا القوميّة صلابةً وانحسرت قوة الكيان وازداد الخوف والقلق بين صفوفه».
قماطي: التحرير قريب
وقال عضو المجلس السياسي في حزب الله الوزير السابق محمود قماطي «حسمنا خيارنا وانطلقنا، فلسطين هي القضيّة والأولويّة، فلسطين هي الوطن وهي الأمّة وهي الخيار، لن نتخلّى عن فلسطين مهما طال الزمن ومهما حصل من تطوّرات وضغوط على أنواعها وأشكالها».
ورأى أنّ «ما يحصل في فلسطين اليوم حين تنتقل المواجهة من غزّة إلى الضفّة الغربيّة إلى الـ48 إلى كلّ الجغرافيا الفلسطينيّة، يؤكِّد أنّ كلّ الشعب الفلسطيني حتى في الشتات وعلى أرض فلسطين، موحَّد باتجاه القضيّة الواحدة».
وتابع «اليوم ننتقل من مرحلة شبه توجيه القضيّة الفلسطينيّة نحو صفقة القرن ونحو تسوية وإنهاء مفترَض على حساب الشعب الفلسطيني، إلى مرحلة تُرسِّخ مبدأ المقاومة لتكون القضيّة الفلسطينيّة هي الأولويّة لكلّ الأجيال وخصوصاً الجيل الجديد. وهذه رسالة لكلّ المحاولات الدوليّة والإقليميّة وللمُطبّلين والمُطبّعين والمُراهنين على إمكان الوصول إلى تسوية لإيضاح الموقف والصورة».
وقال «الصراع واضح بين نهجين، محور المقاومة في المنطقة بانتصاراته المُتعاقبة ويتمسّك بفلسطين ونحن جزء منه في لبنان وسورية والعراق وفلسطين ومعنا دول صديقة وحليفة مثل إيران وكلّ من يرفض الظلم وأهدافنا واضحة لجهة تحرير فلسطين، يُقابله محور مضادّ له من دول ومنظّمات وإرهابيين ودمويين جميعهم متواطئ على هذه المقاومة».
وأضاف «محور المقاومة قويّ وها هو الشعب الفلسطيني يصير في خطٍّ متوازٍ لأجل تحقيق أهدافنا بتحرير فلسطين وإنجاز الهدف الأساس في هذه القضيّة، فلا مكان لليأس ولا مكان للتراجع ولا مكان للتفاوض ولا مكان للشعور بالهزيمة والإحباط، نحن في موقع القوّة والجدارة والمواجهة وسننتصر والدليل المتجدِّد هو أنّ الإسرائيلي بدأ يتحدّث عن فشله «.
وختم «نحن في مفصل تاريخي فاذهبوا ما شئتم إلى التكتيك ولكن في العمق ليبقى خيارنا تحرير فلسطين، ونحن نراه قريباً وإن كانوا يرونه بعيداً».
حمّود: نستذكر وقفة عزّ
بدوره، قال رئيس «الاتّحاد العالمي لعلماء المقاومة» الشيخ ماهر حمّود «نستذكر أولاً باسم خالد علوان وقفة عزّ كانت في لحظة حرجة جداً ارتفعت فيها بعمليّته ومن معه النفوس من الإحباط إلى الانطلاقة، التي أثمرت بعد ذلك عن قيام المقاومة بأعمال حقّقت من خلالها ما لم تُحقّقه الجيوش والتي ينبغي أن تكون مثالاً يُحتذى به لكلّ الشعوب الطامحة إلى الحريّة».
أضاف «نتضامن مع فلسطين ذلك يعني أنّنا نتضامن مع أنفسنا، فكلّ ما يحصل اليوم من أصغر الأمور إلى أكبرها محوره فلسطين، مثل بسيط نعاني منه جميعاً، مُنِعت عنّا الكهرباء والغاز من مصر ومن الأردن وطبعاً هذا ليس حلاًّ إنما تقطيع للوقت، ولكنّ الأميركي منعه، لماذا؟ لأنّ شروطه لا تتحقّق، وما هي شروطه؟ إنها تتمثّل بأن تُسلِّم المقاومة سلاحها، لماذا؟ من أجل حماية إسرائيل».
أضاف «سورية محاصرة بقانون قيصر لأنها دعمت المقاومة كما لم يدعمها أحد، كلّ ما حولنا يدور حول فلسطين يعني بمعنى آخر حول حماية السلطة الصهيونيّة».
وختم «نحن على الطريق الصحيح، طريق المقاومة بالسلاح والموقف ووضوح الرؤية والفهم الحقيقي للصهيونيّة التي يريدون اليوم أن يجعلوها صديقاً وجزءاً من نسيجنا الاجتماعي والتاريخي، ونسيج جغرافية المنطقة، وهذا لن يكون طالما أبطالنا في فلسطين على هذا المستوى في كلّ يوم يختلقون شكلاً جديداً من المقاومة، وطالما هنالك مقاومة في لبنان على سلاحها وطالما هنالك من لا زال يتحمّل الحرب والجوع والحصار من أجل دعم المقاومة كما يحصل في سورية، وأيضاً كما رأينا شعباً متجاوباً من المغرب إلى كلّ بلد عربي يرفع علم فلسطين في وجه الصهيونيّ في مباراة كرة القدم العالميّة وغير ذلك».
أبو العردات: المقاومة مترابطة
وألقى أمين سرّ حركة فتح ومنظّمة التحرير الفلسطينيّة في لبنان اللواء فتحي أبو العردات كلمة المنظّمة، منوِّهاً بانعقاد اللقاء في بيروت «عاصمة المقاومة وفي قاعة الشهيد خالد علوان الذي مزّق برصاصاته مع رفاقه الأبطال جبروت الاحتلال عندما اجتاح بيروت 1982».
وأشار إلى أنّه «في الانتفاضة السابقة حوصر مخيّم جنين وكانت هناك بطولات كبيرة ودُمِّر المخيّم لكن سقط عشرات من جنود الاحتلال الصهيوني قتلى وجرحى في تلك العمليّة». وقال «اليوم هناك تسعة شهداء وخمسة عشر جريحاً والمعركة ما زالت مستمرة، فالتحيّة لهؤلاء الأبطال الذين يجدِّدون روح الثورة الفلسطينية حيث يُجسِّدون بهذه المواجهة البطوليّة وحدة وطنية فلسطينيّة متجلية بأبهى صورتها ألا وهي وحدة الميدان. فنحن عندما انطلقت الثورة الفلسطينيّة كنّا نقول إنّ اللقاء الحقيقيّ هو أرض المعركة، والأرض للسواعد التي تُحرِّرها».
وأكّد أنّ «المقاومة مترابطة والقيمة النضاليّة تأتي من الدم المراق على الأرض». وقال «أنقل إليكم تحيّات الأسيرين المحرَّرين كريم وماهر يونس وهم يعرفون ان هناك دعوة للتضامن معهم في بيروت. تحيّة للأسرى القادة في المعتقلات والذين سيتحرّرون رغم أنف المحتل. تحيّة لكلّ المقاومين ولسورية التي تتعرّض اليوم للحصار».
عبدالله: للتوحُّد على برنامج مقاوِم
وألقى عضو قيادة الصاعقة مازن عبد الله كلمة «تحالف القوى الفلسطينيّة»، فأشار إلى «أنّ وحدة الدم الفلسطيني اللبناني أثمرت صموداً وانتصارات في مواجهة أعتى عدوّ نازيّ عنصريّ في هذا العصر؛ وبوحدة مقاومتنا هزمنا الكثير من الاجتياحات والاعتداءات الصهيونيّة الغاشمة».
وأكد أنّ «إصرار شعبنا على المواجهة والمقاومة من أجل إزالة الاحتلال يتجلّى اليوم في الأعمال البطوليّة التي يقوم بها في أراضي الضفّة الغربيّة وأراضي 1948، حيث قدّم العام الماضي المئات من الشهداء وألحق بالعدوّ العشرات من القتلى والجرحى».
ودعا إلى «المزيد من المقاومة والمواجهة والتوحّد خلف المقاومين الأبطال»، كما دعا القوى الفلسطينية كافّة، إلى «الوحدة الوطنيّة على أساس برنامج وطني مقاوِم لأنّنا بوحدتنا نصنع النصر». وحيّا شهداء فلسطين وشهداء المقاومة بكلّ أحزابها ودولها. ودعا «القوى الحيّة في العالم إلى الوقوف إلى جانب فلسطين والمطالبة بإطلاق سراح الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال الذين يخوضون من خلف القضبان معركة الصمود والتحدّي».
شاتيلا: لتقديم كلّ الدعم
وألقى الدكتور عماد جبري كلمة باسم رئيس «المؤتمر الشعبي اللبناني» كمال شاتيلا، قال فيها «ننحني إجلالاً لأمّهات الشهداء الصابرات والمؤمنات، ونُحيّي شباب الانتفاضة المُتجدِّدة».
واعتبر أنّ «انتفاضة عرين الأسود في الضفّة مع إخوتهم في القطاع والعمق الفلسطيني هي مثال لاستمرار النضال الفلسطيني ولبلوغ الأهداف في الحريّة والاستقلال»، مؤكّداً «أنّ وحدة الدم الفلسطيني المتمثّلة في وحدة الميدان، يجب أن تُستكمل بوحدة الفصائل الفلسطينيّة». ودعا «كلّ أحرار العرب إلى تقديم كلّ أشكال الدعم من تعبير وتضامن وكلّ الإمكانات المُتاحة لدعم مقاومة الشعب الفلسطيني».