دبوس
وقف التنسيق «المقدس»
الخلل الفادح في موازين القوى ليس وليد اللحظة … تمّت صناعة هذا الخلل على مدى عقود من الزمن … من خلال إيجاد سلطة تفنّنت في خدمة المحتل ، وكان في القلب من هذه الانجازات التي قدمتها السلطة على طبق من الذهب للمحتل ، النزع الشبه كلّي لأيّ قدرة تسليحية، قد تشكّل تهديداً ولو متواضعاً لاحتلال مسلّح بأفضل ما أنتجته مكائن القتل من قمّة رأسه حتى أخمص قدميه … وهذا الذي هو آخذٌ في الحدوث بالضفة الغربية ، هو تتويج وخلاصة حتمية لما أقدمت عليه سلطة أوسلو على مدار السنين.
يُقتل شعبنا يوميًا ، وتهدم البيوت ، ويعتقل الشباب ، ولا خسائر بشرية تذكر في جانب العدو الصهيوني ، فيخرج علينا أبو ردينة مضطرًا ، وتحت وطأة الواقع الماحق الذي يطحن شعبنا طحناً ليزفّ إلينا بشرى وقف التنسيق الأمني المقدس مع العدو الصهيوني … قول غيرها يا أبو جورج … لقد أوقفتم التنسيق الأمني مئة مرة قبل ذلك ، لنكتشف ان التنسيق لم يتوقف، واستمر دائماً بنفس الزخم، وآخر حلاوة!
أراهنك يا أبوردينة بأن ماجد فرج سيقوم غدًا كما هي عادته، ومع نهاية دوام اليوم الرسمي ، بإرسال القائمة إيّاها ، الى ضابط الموساد الاسرائيلي… والتي تضم خمسة عشر إسماً لبعض من شبابنا مع عناوينهم كي يتم اعتقالهم ، مع تلخيص لمدى خطورة كل واحدٍ منهم ، وان كان يملك سلاحًا ، أو ما ينوي عمله كما سمعه بعض عملاء السلطة في نيّة للتعرّض للإحتلال …
سيفعلون ذلك كل يوم … وسيستمرّون بالإدلاء بالتصاريح بوقفهم للتنسيق الأمني … تماماً مثل تصريحاتهم الكاذبة عن الرغبة المخلصة في تحقيق الوحدة الوطنية … مناداة صادقة ، أو هكذا تبدو ، للوحدة الوطنية … بشرط قبول بقية الفصائل بالقرارات التي تنفّذ من طرف واحد ، وبالإعتراف بعدوٍ لا حدود له ، وبنزع سلاح غزة ، ووضعه بتصرّف سلطة أوسلو ، ونعدكم بانتخابات حرة شفافة ديموقراطية ، شرط ان تشمل القدس ، وطالما ان العدو لن يسمح بانتخابات تشمل القدس ، فلن تكون هناك انتخابات ، وسيبقى دعبس وأزلامه على صدورنا الى ما لا نهاية … سيتواصل التنسيق المقدس ، وستتواصل حالة الانقسام … ولا بأس ان يواصل أبو ردينة التصريح بوقف التنسيق ، ولا بأس ان يواصل الجنرال العتيد جبريل الرجوب التحدث عن المصالحة … تصاريح في الهواء المطلق … كمثل فقاعات الهواء … تطير قليلاً ، ثم تفقع … وكأنها لم تكن.
سميح التايه