فلسطين تفرض إيقاعها على ملفات المنطقة
– لم تكن عملية الشهيد البطل خيري علقم مجرد عملية بطولية تضاف إلى سجل عمليات المقاومة الفلسطينية، بقدر ما هي إعلان مرحلة جديدة يقول فيها الفلسطينيون إنهم قادرون على التعامل منفردين مع نتائج وصول اليمين المتطرف إلى الحكم في كيان الاحتلال، وإن التطبيع الذي قامت به حكومات عربية مع الكيان لم يقدم ولم يؤخر في موازين المواجهة مع الكيان، وإن سقوط خيار التفاوض والتسويات لم يدفع الفلسطينيين الى اليأس بل الى المقاومة، وإن المقاومين الأفراد الذين لا ينتمون إلى أي تنظيم فلسطيني يشكلون عماد العمل المقاوم، وهم لا يحتاجون مالاً ولا سلاحاً ولا شكلاً تنظيمياً ولا قيادة.
– المسار الفلسطيني الجديد يمتلك أدوات استمراره وتطوّره في ذاته، وهو قادر على النمو والتصاعد في ظل الحصار والاحتلال، بل إن الحصار والتصعيد والقتل أسباب نموه وتصاعده، وبالتوازي لا يبدو أن الكيان قادر على الاستدارة او على التوقف او التراجع، ولذلك تبدو المواجهة الى تصاعد قد يبلغ في مدى أسابيع مرحلة الغليان، خصوصاً مع قدوم شهر رمضان وتقاطعه مع أعياد يحييها المتطرفون الدينيون في الكيان في المسجد الأقصى، الذي ترتفع رمزيته المقدسة مع ليالي رمضان، ما يجعل المواجهات الدموية نتيجة حتمية مقبلة.
– ملفات المنطقة الساخنة تقع بين شعوبها وحكوماتها من جهة والإدارة الأميركية من جهة مقابلة، سواء التفاوض على الملف النووي الإيراني أو الصراع في سورية ومعها وعليها، او الاستحقاق الرئاسي في لبنان، أو مستقبل الاحتلال الأميركي في العراق وسورية، او مستقبل الحرب في اليمن، وواشنطن سوف تقيس مواقفها من كل هذه الملفات وفقاً لمقاربة قوامها، أي الخيارات يعرّض أمن كيان الاحتلال لمزيد من الخطر، وأي الخيارات يوفر للكيان حماية أفضل، لذلك قد ترد الحروب الكبرى والتسويات الكبرى من هذا الباب بعدما كانت مستبعدة حتى الأمس القريب.
التعليق السياسي