الإجماع الفلسطيني وعملية القدس
} حمزة البشتاوي*
يستغرب “الإسرائيليون” دائماَ عند كلّ حرب أو مواجهة أو عملية فدائية ترك الفلسطينيين لخلافاتهم والإجماع والتأييد العارم من قبلهم للمقاومة.
ولا يمتلك “الإسرائيليون” الإجابة الكاملة عن هذا الأمر وقد يحصلون على الإجابة الكاملة خلال الأسبوع الأخير من شهر رمضان القادم في تقدير أكيد.
وقد لاحظ “الإسرائيليون” بعد عملية القدس مباشرة إجماع من قبل 400 ألف فلسطيني في القدس ومن ثلاثة ملايين فلسطيني في الضفة الغربية ومليونين فلسطيني في قطاع غزة إضافة لثمانية ملايين فلسطيني من أبناء الداخل والشتات، جميعهم اعتبروا عملية القدس التي نفذها الشهيد خيري علقم هي الردّ الطبيعي على جرائم الاحتلال ومجازره وليس آخرها ما ارتكبه الاحتلال في مخيم جنين.
وقد شكل هذا الإرهاب والمجازر والاعتداءات على المسجد الأقصى والمقدسات دافعاً لإبن مدينة القدس وأحيائها وشوارعها العتيقة لأن يردّ مباشرة على الجيش “الإسرائيلي” والأجهزة الأمنية “الإسرائيلية” ويحوّلهم ببراعة فائقة إلى أضحوكة أمام العالم الذي باتت علاقاته تتأثر مع “الإسرائيليين” نتيجة لضعف وهشاشة المنظومة الأمنية لديهم والتي تتهاوى أمام العمل الفدائي الفلسطيني الذي يتحدّى ويتصدّى ويحرس الأرض والمقدسات.
وقد أكدت عملية القدس على قدرة الشباب الفلسطيني على كسر المستحيل والمعوقات، والدفاع عن أرضه وحقوقه بيديه وبدعم من المؤمنين بعدالة قضيته، وأنه مستمرّ في المعركة رغم كلّ الإجراءات العسكرية والأمنية والقتل والاعتقال وعمليات التطبيع والحرب التي تشنّ على عدد من الدول العربية والإسلامية لتجويع الناس وجعلهم يبحثون عن حاجاتهم الخاصة ونسيان القضايا الكبرى التي عادت لتأخذ مكانها بعد عملية القدس التي حظيت بإجماع فلسطيني ومن قبل الشعوب المؤيدة لعدالة قضيته، وتجلى ذلك بالمسيرات والاحتفالات بعملية القدس وخلال تشييع جثامين الشهداء في مخيم جنين، وفي ذلك رسائل كثيرة ومنها تأكيد على ما قاله الشهيد عدي التميمي بأنّ رصاصاته ستجلب مئات الفلسطينيين للدفاع عن الوطن والأرض.
*كاتب وإعلامي