أدباء ومثقفون في رحيل نذير العظمة.. سجل وطني وثقافي صدّر للعالم الفكر والأدب
دمشق ـ سانا
ترك رحيل الأديب السوري نذير العظمة الذي كان من أهم مؤسسي اتحاد الكتاب العرب عن عمر ناهز 93 عاماً أثراً كبيراً في الأوساط الثقافية والإبداعية، لما سجله من مواقف وطنية وأعمال ثقافية على نطاق عالمي واسع.
وعن الأديب الراحل قال رئيس اتحاد الكتاب العرب الدكتور محمد الحوراني: “ترك الأديب الكبير نذير العظمة أثراً كبيراً في مسيرة اتحاد الكتاب العرب، من خلال عضويته في جمعية الشعر، فهو ركيزة من ركائز الثقافة السورية، ومن خلال دراساته وترجماته التي نشرها في دوريات اتحاد الكتاب العرب ومطبوعاته، وكذلك من خلال عمله في هيئات تحرير بعض دورياته والإشراف عليها”.
مشيراً إلى مشروعه الأدبي والشعري، ورؤيته العميقة والمؤثرة في هذا المجال، إضافة إلى ظهور دمشق متجلّية في كثير من كتاباته.
ولفت الأرقم الزعبي عضو المكتب التنفيذي في اتحاد الكتاب العرب إلى أن الأديب العظمة بوعيه الإنساني يعمل بمسافة واحدة من كل الأشكال والأجناس الأدبية والثقافية، برغم موهبته التي تمكنه من الالتزام بأي جنس أدبي يختاره، إضافة إلى نشاطه المميّز في تأليف الكتب ومواظبة ومتابعة الأنشطة الثقافية والمشاركة بالكثير منها.
وقال الدكتور غسان غنيم رئيس فرع ريف دمشق لاتحاد الكتاب العرب إلى أن الراحل من أهم مؤسسي الشعر الحديث، وشارك في تأسيس عدد من المجلات الحديثة، منها مجلة الآداب في بيروت وله تجارب مهمة في التدريس، وهو من أهم كتاب المسرح والشعر، وله دراسات كثيرة في النقد، حيث آمن بالحداثة واشتغل على تطويرها بوقت مبكر، إضافة إلى اهتمامه بالتراث السوري والعربي فترك بصمة حاضرة على كل الأصعدة الثقافية.
أما الشاعر والناقد الدكتور نزار بريك هندي عضو مجلس اتحاد الكتاب العرب قال: “يبدو أنه زمن رحيل الكبار في الثقافة العربية.. بمزيد من الأسف والألم تلقينا نبأ رحيل الشاعر والمفكر والناقد والمناضل الكبير الدكتور نذير العظمة الذي أغنى المكتبة العربية بكتبه النقدية وإبداعاته المختلفة، إضافة إلى الندوات والأعمال المسرحية والحياة الثقافية، والحوارات والترجمات التي قدّمها”.
لافتاً إلى أنه خصص له فصلا في كتابه “في الخطاب الشعري المعاصر”.
وأوضحت الشاعرة أمل المناور عضو اتحاد الكتاب العرب أن للأديب الراحل منجزات فريدة، فهو يتقن الآرامية والفارسية والفرنسية والإنكليزية، وجميعها كان قد استثمرها في عملية المثاقفة، وعمل في الأدب المقارن الذي انطلق من هاجسه في الحداثة والمعاصرة، حيث تتلمذ على يد كل من قسطنطين زريق وشاكر مصطفى وشكري فيصل وشفيق جبري وأمجد طرابلسي، وجميعهم كانوا يعملون في أدب الحداثة، إضافة إلى دراسته المنهجية بفلسفة الأدب التي ظهرت بشكل عفوي في أشعاره الوجدانية.