دبوس
ما قبل النهاية
وحيداً منفرداً، لم ينبس ببنت شفة، صلّى ركعتين فجراً، ثم اندفع لا يلوي على شيء…
هو بالباب واقف، والردى منه خائف، فاهدأي يا عواصف، خجلاً من جراءته، صامت لو تكلّما، لفظ النار والدما، قل لمن عاب صمته، خلق الحزم أبكما، وأخو الحزم لم تزل، يده تسبق الفما…
لقد كشف هذا الأسد المنفرد عورة الأمن «الإسرائيلي» بقيادة الأحمق بن غفير، تماماً كما كشف عورة دعبس وسلطته، والموميات الهالكة التي تدير شؤون الانبطاح في المقاطعة، ماذا لو كان البطل خيري علقم يحمل مدفعاً رشاشاً أو سلاحاً أوتوماتيكياً كتلك الموجودة بكثرة بأيدي الجبناء في جيش الرعاع «الإسرائيلي» أو قطعان المستوطنين…
هذا هو الجيل الجديد، الجيل الذي توقّع له المأفون بن غوريون أن ينسى، جيل خيري ورعد وعدي، يقول لموميات السلطة، تنحّوا جانباً أيها الأوغاد، فالوقت للدم وللشهادة، وليس للانبطاح وللتفاوض العبثي، إفرنقعوا عنا، ودعونا نتعامل مع هذا العدو باللغة التي يفهمها، أما مصالحاتكم ووحدتكم الوطنية، فلا فيكم، ولا في وحدتكم أيها الساقطون، نحن موحدون على الأرض، والذي يحافظ على حالة الانقسام بعد 75 عاماً من نكبة كادت ان تطيح بوجودنا برمته، وما زالت تهدّدنا بالزوال، هو إما غبي إلى درجة الإعاقة، أو هو مأجور ينفذ أمر عمليات من العدوّ بالإبقاء على حالة الانقسام مقابل منافع شخصية، وفي كلتا الحالتين هو لا ينتمي الى شعبنا، وبالتأكيد ليس مقبولاً ان يكون في سدة القرار وسدة القيادة.
هذا العدو الذي اكتشف أنه ارتكب خطأً فادحاً بالإبقاء على فلسطينيّي الداخل، الذين باتوا بعد بضعة عقود يشكلون خطراً ديموغرافياً وجودياً بالنسبة لكيانه الهش، قطع عهداً على نفسه بعدم تكرار هذه الغلطة القاتلة في ما يدعوها «يهودا والسامرة»، وبعد الإمساك بالأرض بمعاونة سلطة أوسلو من خلال الاستيطان، قرّر أن الخطوة الآتية هي التفريغ، والتفريغ لن يتمّ إلّا بالبطش، والبطش سيؤدّي الى نهاية الكيان بالحتم وبالضرورة، فكما تدين تدان، ومن قتل بالسيف، بالسيف يُقتل، ستندفع الأسود المنفردة نحو التكريس النهائي لمقتل هذا الكيان الزائل لا محالة، إنا ها هنا منتظرون، وإنّ غداً لناظره قريب.
سميح التايه