نافذة ضوء
لا يُنتظر من الأشرار الا الشرور
} يوسف المسمار*
لقد حمل الى الأعراب أجدادنا السوريون الهاربون من جور وفساد الإمبراطورية الرومانية وخاصة أسرة النبي محمد دين الإسلام لرب العالمين وعبادة الله العظيم الرحمان الرحيم فأعادوه إلينا دين إسلام لغير رب العالمين، ومن غير إلهٍ رحيم، ومن غير رسول كريم، ولا جذور له أو شبيه إلا في دينٍ يهودي تكفيري صهيوني لئيمٍ أثيمٍ ذميم نكر وصايا موسى وتجاهلها ورماها في مكبات النسيان ليقيم باسمها وعلى انقاضها يهودية صهيونية تكفيرية أثيمة تقوم على الربى والظلم والإجرام وتُذلُّ معتنقيها، وتلعن من لا يعترف بمظالمها، وتنهب أرزاق البسطاء والمغفّلين والبؤساء والمحتاجين، ولا ترتاح الى لمن يسهّلون لها سرقة الشعوب وامتصاص دماء الأمم.
وهذا ما حصل لنا مع الشعوب الهمجية الغربية التي حملنا لها رسالتنا السورية المسيحية فقابلتنا وكافأتنا تلك الشعوب الغربية الاستعمارية بالغزوات والاجتياحات والاعتداءات وتدمير منجزاتنا وقتل أبنائنا وسرقة آثارنا، وسلبنا مواردنا. كما كافأنا أعراب الحميّة الجاهلية بالتآمر والخيانة والعداء والأحقاد والحروب والاضطهادات والكراهيات والمظالم وكل صنوف العدوان وإرهاب الإجرام.
المسيحية السورية محبّة والمحمدية السورية رحمة
أما بالنسبة للعروبة فقد بدا واضحاً لكل من له ضمير حيّ وعقل مدرك أن العروبة السورية التي انبثقت وانطلقت من الحضارة السورية الفاضلة هي على نقيض تام مع العروبة الهمجية التي هي تعبير عن الجاهلية المتوحشة تماماً، كما نجده اليوم في الاسلاميين الجاهليين الهمجيين المتوحشين. وكما نجد في حكومات الجامعة التي تلبس دشداشة العروبة المزيفة، وتطرح على نفسها عباءة العروبة المجرمة البغيضة التي لم تر عدواناً واغتصاباً وجريمة في الكيان الاسرائيلي الصهيوني ولا عدواً، بل ترى الأعداء في الذين يتصدون لمطامع «إسرائيل» وإجرامها، ويقاومون الجيش الصهيوني والجيوش التي تدعم الصهاينة. إنها ترى في المقاومين المدافعين عن الارض والعرض والكرامة والسيادة أعداءً وترى فوق ذلك أن كل مَن يدعم المقاومين كذلك أعداء يجب القضاء عليهم.
العروبة السورية ثقافة حضارية
فالعروبة السورية الواعية الأصيلة وقفت أجيالاً وجيوشاً وحكومات وقيادات الى جانب الشعوب التي تسمّي نفسها عربية، وتصدّت لكل المطامع الأجنبية الاستعمارية وكانت تدفع كل غال وكل نفيس لنصرة من تسميهم اخواناً عرباً، وتتحمل وما زالت تتحمّل كل المصاعب والمصائب من أجل عزتهم وكرامتهم وحريتهم.
وقد بدا واضحاً الفرق العظيم بين العروبة السورية الحضارية الصحيحة والعروبة الجاهلية الهمجية المتوحشة المزيّفة عندما تعرّضت سورية الطبيعية في بلاد الشام والرافدين للتمزيق شعباً ووطناً في معاهدة سايكس – بيكو، وما تتعرّض له الآن كياناتها في فلسطين ولبنان والعراق والشام والأردن من التدمير والخراب والقتل والمجازر. ولولا قلة قليلة واعية من أبناء الأقطار العربية تُعدّ على أصابع اليد لما سمعنا حتى استنكاراً خجولاً وهو أضعف الإيمان من حكومات تلك الأقطار التي سمّمتها الجاهلية الوهابية اليهودية الجديدة التي هي امتداد للجاهلية اليهودية الصهيونية الهمجية القديمة المتجددة.
*باحث وشاعر قومي مقيم في البرازيل