يكتبها الياس عشّي
عندما طُلب مني أن أدلي بشهادتي في مئوية سعاده (1904 ـ 2004)، تعدّدت المشاهد أمامي:
فسعاده كان مفكّراً، وعقائديّا، وأديباً، وكان، إلى ذلك، صاحب كاريزما مدهشة ساعدت في تأسيس حزب شغل الأمّة والناس كلّ هذه السنوات. وبدون تردّد انحزت إلى سعاده المفكّر والفيلسوف، لأنه، أولاً، طبّق بحكمة وبراعة أسئلة «كانط» الثلاثة:
ماذا نستطيع أن نعرف؟
ماذا يجب أن نفعل؟
وماذا نستطيع أن نأمل في المستقبل؟
ولأنه، ثانياً، اعتبر أنّ «العقل هو الشرع الأول للإنسان». ولأنه، ثالثاً، انطلق في نظرته إلى الكون والحياة من سؤال طرحه على نفسه حتى قبل أن يكتمل نموّه الجسدي والثقافي: «ما الذي جلب هذا الويل لأمتي»؟