ندوة عن قصص «آدم» للأديبة ساره السهيل في معرض القاهرة الدولي للكتاب
شهد معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 54 برئاسة الدكتور أحمد بهاء الدين حفل توقيع ومناقشة (قصص آدم) للأديبة والكاتبة والشاعرة سارة السهيل، بمشاركة الكاتب والقاص في أدب الأطفال ونائب هيئة قصور الثقافة السابق أحمد زحام، والكاتبة الأديبة والروائية المتخصّصة في مجال الطفولة الدكتورة رانية ابو العينين.
أدار الندوة الإعلامي الدكتور حسام فاروق. في حضور حشد من الصحافيين والإعلاميين والمثقفين والمهتمّين بالأدب والثقافة وضيوف المعرض وعدد كبير من الأطفال.
بدأت الندوة بترحيب من الدكتور فاروق بالأديبة والكاتبة سارة السهيل، معبّراً عن سعادته بالمشاركة في مناقشة (قصص آدم) للأطفال مرحّباً بالمشاركين على المنصة وبالحضور.
وتحدثت الأديبة سارة السهيل التي قالت إنه لمن التفاؤل أن نستقبل عاماً جديداً في حضن القاهرة قلب الأمة العربية ومعقل زادها الفكري والثقافي. مصر الدفء في الشتاء البارد والنسمات العليلة في قيظ الصيف، ومفتاح لكلّ باب مغلق، فكم احتضنت من المبدعين والمفكرين والفنانين العرب، وأطلقت نجومها فطارت شهرتهم ونجاحاتهم في بمصر ثم في أوطانهم والعالم. أضاقت: تشرّفني مشاركتي بمعرض القاهرة للكتاب هذا العام ومناقشة قصص «آدم» الصادرة عن دار المعارف المصرية. وانه من دواعي سروري ان يسهم كلّ من الأديبة الرائعة رانية ابو العنين والمبدع الكاتب أحمد زحام في مناقشتها، متمنية للحضور أمسية سعيدة، وفرحتي غامرة هذا العام ايضاً باختيار المملكة الأردنية الهاشمية ضيف شرف لدورة المعرض الـ 54، خاصة أنّ مبدعي ومفكري الأردن لهم خصوصية في الكتابة العربية تجمع بين معطيات الحداثة وما بعدها والحسّ التراثي العربي. وانّ أهمّ ما يميّز مصر أنها تحتفي بمبدعيها وتحيي ذكراهم في عقول ووجدان الأجيال كما يحدث اليوم باختيار الرائد الشاعر الساخر الراحل صلاح جاهين شخصية المعرض، وباختيار المبدع كامل كيلاني رائد أدب الطفل في مصر والعالم العربي. فمصر تتنفس فكراً وإبداعاً بين القديم والحديث، فهي بلد لا يشيخ أبداً ولن ننسى أبداً ما أبدعه صلاح جاهين للبنوتة الحلوة في أنشودته الرائعة والخالدة «يا بنت يا ام المريلة كحلي».
ولن ينسى كلّ أطفال العالم العربي وكلّ الأدباء الذين تتلمذوا على إبداعات الراحل كامل كيلاني الذي حلَّق بنا في فضاء الطفولة وأحلامها وخيالاتها كما في العديد من أعماله الإذاعية للأطفال، وكان رائداً فيها كما كان رائداً في تأسيس أول مكتبة للأطفال في مصر، ومن قصصه: «مصباح علاء الدين» و«روبنسون كروزو» و«حي بن يقظان» و«نوادر جحا» و«شهرزاد» و«ألف ليلة» وغيرها…
واعتبرت السهيل أنّ معارض الكتب ستظلّ جسراً إنسانياً تعبر عليه أفكارنا وأحلامنا وإبداعاتنا، تجمع بين الشرق الغرب في نهر متدفق من العطاء الإنساني. وانْ كان أول معرض للكتاب في العالم انطلق قبل خمسة قرون عام 1439 بمدينة فرانكفورت الألمانية، وذلك بالتزامن مع تطبيق الطباعة بالقوالب للحروف على يد الألماني المخترع يوهان غوتنبرغ (1447م).
وذكرت السهيل انّ لبنان كان أول بلد عربي يطلق معرضاً للكتاب في بيروت في عام 1956، وعهد بتنظيمه سنوياً إلى النادي الثقافي العربي واتحاد الناشرين اللبنانيين.
أما معرض القاهرة للكتاب فقد انطلق عام 1969، بمناسبة الاحتفال بألفية تأسيس القاهرة، وكان الدكتور ثروت عكاشة وزيراً للثقافة وقتها، وعرض عليه الفنان عبد السلام الشريف فكرة إقامة المعرض في هذا التوقيت بالتزامن مع احتفالية القاهرة، وعهد إلى الكاتبة والباحثة سهير القلماوي القديرة الإشراف على إقامة أول نسخة لمعرض للكتاب. ورغم سطوة تكنولجيا العصر، فإنّ الكتاب سيبقى عنواناً يظلّلنا بالعلم والإبداع والفكر والثقافة والحضارة حتى ولو كان كتاباً تافهاً في نظر البعض، وكما قال المفكر عباس محمود العقاد (الذي قرأ 60000 كتاب!): «ليس هناك كتاب أقرأه ولا أستفيد منه شيئاً جديداً، حتى الكتاب التافه أستفيد من قراءته أني تعلمت شيئاً جديداً هو، ما هي التفاهة؟ وكيف يكتب التافهون؟ وبما يفكرون؟!
وختلماً تمنت السهيل أن يكون المعرض ناجحاً وإبداعا نابضاً ومتعة ثقافية تغذي العقل والروح، معربة عن سعادتها بوجودها وسط هذه الكوكبة من المثقفين، وشكرت الكاتب والأديب أحمد زحام «الذي كان سنداً لي وكان يشجعني وعلّمني حاجات كثيرة، وتحدثت عن الأستاذ الكبير عبد التواب يوسف (رحمه الله) الذي كان يقول لي «من كان بيعلمك ويدرسك في الجامعة يعني كان بيدرسك في مدرسة الحياة في مدرسة العلم والثقافة، في مدرسة الأدب، في مدرسة الكتابة للأطفال، وعندما قرأ قصصي أثنى عليها وشجعني وعمل نقداً لها، هو كان أستاذي وأنا أساتذتي كلهم كانوا في مصر مع أنني درست في الأردن، والمرحلة الجامعية في بريطانيا، لكن مدرسة الحياة والأدب تعلمتها هنا في مصر «البلد دي اللي مش عارف يظهر إبداعه عليه أن يوجهه الى مصر فقط، وجّه نفسه للطريق الصحّ لأنّ مصر هي بلد المبدعين اللي بتسند كلّ موهبة».
ثم تحدث حسام فاروق فشكر سندريلا أدب الاطفال على كلمتها القيّمة وتلاه الكاتب احمد زحام، ثم الأديبة رانية ابو العينين التي قالت: انا سعيدة بالبراعم الجميلة الواعدة وأشعر أني أمام قامات وليس مجرد أطفال.
وقالت: أنا أعرف سارة صديقة من مدة طويلة، لكن أول مرة أقرأ لها، وفعلاً لما قرأت كتبها وجدت نفسي أمام كاتبة متمكنة من الأدب الذي تقدّمه للطفل لأنها نزلت إلى مستوى الطفل تمام، أنها قدّمت السرد الراقي واللغة المنضبطة والمناسبة تماماً للأطفال والتي لا تتجاوز عمر الطفل ما بين السنة والسنتين والثلاثة وهذه مرحلة عمرية صعبة جداً في الكتابة لها.
وأهم «حاجة» في كتابتها لأدب الطفل أنها تقدّم الفكرة والمعلومة بصورة سهلة ومبسطة.
أضافت الأديبة رانية: في المجمل سارة كاتبة رائعة تستخدم أسلوباً سهلاً يوصل المعلومة للطفل بصورة مبسّطة والقصص شيقة، أنا كاتبة متخصصة في الطفولة لأكثر من 25 سنة أقول لها شكراً يا سارة إقتربتي لمرحلة عمرية خطر جدا الاقتراب منها، وهذه «حاجة كويسة» وتحسب لك.
تحدث احمد زحام فقال : الفرق بين ما كتبته سارة في الفترة الأولى والآن كبير جدا، القصص من الوهلة الاولى تبدو كأنها قصص فردية بمعنى أننا نتكلم عن ادم وعلاقة الاب والام الموضوع غير ذلك ابداً، لأن سارة عندما كتبت هذه المجموعة كتبتها للأسرة او كتبتها للطفل والأسرة او كتبتها تحديدا للطفل والام،و لم تلجأ سارة للعناوين البراقة لحكاياتها، خاصة ان هناك ظاهرة موجودة حالياً تتمثل بالعناوين الكبيرة، «الشجرة تطير»، «ليلة كلها امطار»، يعني و نحن نقرأ النص نجده نصاً تقليدياً عادياً خالٍ من اي اضافات. أما سارة استخدمت الأسماء والمسميات في حكايتها بتقليدية دون اللجوء إلى المغريات الكتابية الموجودة حالياً.
وتحدث عدد من الأطفال المبدعين، ثم شكرت السهيل المشاركين في الندوة والحضور والقيّمين على المعرض.