مقالات وآراء

التحرك الجنبلاطي هل يُحدث ثغرة؟

‭}‬ عمر عبد القادر غندور*
بعد لقائهم في بكركي، عبّر رؤساء الطوائف المسيحية في لبنان، عن قلقهم العميق بشأن المماطلة في انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وخشيتهم من هجرة اللبنانيين المتمادية التي باتت تشكل خطرا يمس التنوع! وطالبوا المجلس النيابي بالإسراع في انتخاب الرئيس العتيد.
ولأن بكركي تدرك انّ تعثر انتخاب الرئيس سببه الخلافات بين النواب المسيحيين، وجّهت دعوة الى هؤلاء النواب للحضور الى الصرح البطريركي للتداول والاتفاق على تسمية رئيس!
وفي الساعات الماضية بات واضحاً أنّ الحركة المكوكية لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط هدفها الإسراع في انتخاب الرئيس العتيد، وفي جيبه أسماء ثلاثة مرشحين هم قائد الجيش العماد جوزاف عون، الوزير السابق جهاد ازعور والنائب السابق صلاح حنين، بعدما تخلى عن ترشيح النائب ميشال معوض الذي لا يمثل ثقلاً مسيحياً يُذكر.
ولأنّ وليد جنبلاط لا يتحرك من فراغ قام بجسّ النبض ابتداء من عين التينة، وأرسل النائب وائل أبو فاعور الى مقر سمير جعجع الذي يدرك انّ هامش المناورة لديه بات ضيقاً فألمح الى شبه الموافقة على اسم قائد الجيش.
وفيما زار جنبلاط عين التينة لجسّ نبض صديقه القديم الرئيس نبيه بري، ولم تُسرّب بعد الاجتماع ايّ معلومات مهمة للإعلام سوى أنّ الرجلين أكدا استمرار التشاور من أجل التوصل إلى مقاربات موحدة بشأن الاستحقاق الرئاسي.
في الوقت نفسه لم يتلقّ النائب أبو فاعور خلال زيارته الى السعودية لعرض أسماء المرشحين الثلاثة، أيّ جواب، بل كرّر السعوديون الحرص على الإسراع في انتخاب رئيس جديد للجمهورية وضرورة الاتفاق على سلة واحدة من ضمنها الإصلاح للخروج من الازمة، في حين أنّ رئيس تيار المرده النائب السابق سليمان فرنجية دعا السفير السعودي وليد البخاري لزيارة مقرّه في بنشعي، وفُهم انّ السفير البخاري لا يمانع القيام بهذه الزيارة بعد موافقة السلطات في بلاده.
أما موقف حزب الله، فهو تأكيده على ضرورة الإسراع في إنجاز الاستحقاق الرئاسي، وانتخاب رئيس لا يكون على عداء مع المقاومة… ويرى الحزب في اجتماع اللبنانيين على إعادة بناء وطنهم «استحقاق وواجب».
على أيّ حال، تبدو المبادرة الجنبلاطية هي الأقرب الى إحداث فجوة في جدار الأزمة، وأيضاً بات تفاهم القوى السياسية المسيحية ضروريا للتعجيل في انتخاب الرئيس، لملاقاة الشريك الآخر الذي يرى في سلاح المقاومة ترسانة قوة ومنعة ودفاعاً عن لبنان ومصالحة الوطنية على غرار ترسيم الحدود البحرية…
*رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي

Related Articles

Back to top button