نافذة ضوء
الذي لا يتّعظ من الويلات.. أحرى به أن يُدفن حيَّـاً
} يوسف المسمار*
من المؤسف أن بعد كل الذي حصل من أصحاب طبيعة الشر بحق أخيار الشعوب بوجه عام وبحق أمتنا نحن بشكل خاص، لا نزال نرى الكثيرين من الأدباء والمفكرين والباحثين والمحللين والسياسيين يغرقون في فنجان من الأخبار والتمويهات والدعايات التي تصدر عن بعض المرائين والمنافقين والإعلاميين من أصحاب الطبيعة الفاسدة، وتنطلي عليهم الدعايات والتلفيقات، ويصدّقون أكاذيب الأعداء ويروّجون لها من مثل أن حكومات الولايات المتحدة وفرنسا وانكلترا متخوّفة من عودة الارهابيين الى بلادهم، أو أن تلك الحكومات الاستعمارية صادقة في دعمها للحكومة العراقية في حربها ضد المجرمين التكفيريين. أو أن تلك الحكومات مخلصة في بحثها عن حل لما يُسمى بالأزمة السورية التي هي في الحقيقة حرب وجود غايتها الاساسية والصحيحة هي القضاء على كل ما هو سوري شامي ولبناني وعراقي واردني وكويتي من أجل إنشاء أمة جديدة على هذه الأرض هي «أمة إسرائيل» على أساس الثقافة اليهودية والكنيس اليهودي الصهيوني الذي هو إفراز طبيعة الباطل التي لا تقيم وزناً لأي حقٍ وخيرٍ وعدل.
الحكومات العدوانية الاستعمارية هي التي درّبت التنظيمات والفصائل الإجرامية وارسلتها الى الجمهورية العربية السورية وتعهدتها ولا تزال تـتعهدها تدريباً وتوجيهاً، وتمويلاً وحمايةً، ورعايتها ذهاباً واياباً، وتحركاً واخفاء لقتل الناس في بلاد الشام، وتخريب المعالم الحضارية والمرافق العامة والخاصة لتفريغها من سكانها كما قامت بغزو بلاد الرافدين من أجل تأمين الأرضية والبيئة الصالحة للتنظيمات والفصائل الإجرامية لاجتثاث الانسان من بلاد الرافدين وإفراغ تلك البلاد من سكانها أيضاً لتنفيذ مشروعها التفتيتي التخريبي لصالح الكيان اليهودي العدواني الإجرامي.
وما فعلوه على أرض فلسطين وفي لبنان خير شاهد ودليل على الطبيعة العدوانية الشريرة الإجرامية. ولولا تعثر مشروع طبيعة الاعداء العدوانيين المجرمين في بلاد الرافدين لما لجأت الى الخبث والخداع والتمويه والادعاء بانها تريد مساعدة حكومة العراق ضد إرهاب عصابات التكفير وهي التي أنشأتها ومولتها وحمتها وتساعدها في كل المجالات لتنفيذ خطط اجرامها.
أيُصدّق عاقل ان حكومة الولايات المتحدة التي أنشأت تلك العصابات صادقة في محاربتها لها وهي التي توفّر لها كل الغطاءات السياسية والاعلامية والدعائية والتسليحية والتموينية والأمنية؟
أن ما حصل في الموصل وكركوك ومحافظة نينوى ليس الا الجزء الصغير من مخططات الولايات المتحدة التي تريد تنفيذها في بلاد الرافدين.
كم من المرات على مدى عشرات ومئات السنين خُدعت أمتنا من المجرمين وعانت الويلات؟
ألم يحن الوقت ان نستيقظ من غفوتنا؟
ألا يتوجب علينا أن نعي ونسعى الى معرفة أصدقائنا ومعرفة أعدائنا فنوطّد علاقاتنا الطيبة مع الأصدقاء ونعمل لتجنب أذى الأعداء ولا نأمن لهم أبداً؟
ألم نقتنع أن المؤمن الجاهل يعيش مخدوعاً وملدوغاً مدى حياته؟
ألم نفهم ان الواعي المؤمن هو الذي لا يُخدع أبداً، بل هو كالنور لا يقرب منه الظلام؟
*شاعر وباحث قومي مقيم في البرازيل.