تضامُن لبناني عارم مع سورية وتركيا بعد الزلزال المُدمِّر ومُطالبة أميركا بإلغاء قانون قيصر الجائر لتقديم المُساعدات لدمشق
هزّت فاجعة الزلزال المُدمِّر الذي ضرب فجر أمس سورية وتركيا، لبنان الرسمي والشعبي الذي سارع إلى الإعلان عن استعداده لمساعدة البلدين المنكوبين. وكلّف مجلس الوزراء في جلسته أمس، وزير الأشغال العامّة والنقل الدكتور علي حميّة، التواصل مع الجانب السوري ووزير البيئة ناصر ياسين بالتواصل مع الجانب التركي.
وقال حميّة بعد تكليفه «قمتُ مباشرةً بالتواصل مع وزيريّ الصحة والنقل في سورية، وتقدمت باسم رئيس الحكومة اللبنانيّة ومجلس الوزراء والشعب اللبناني بالتعازي للجانب السوري، وأعربنا له عن استعدادنا لتأمين أيّ مساعدة للشعب السوري، لأنّ من الواجب علينا أن نُساند من يقف مع لبنان في أشدّ أزماته، وواجب علينا أن نقف مع سورية اليوم في هذه الأزمة الكبيرة جدّاً على المستوى الإنساني وعلى كلّ المستويات».
بدوره، أعلن ياسين أنّه اتّصل بالجانب التركي “وسيُشكَّل فريق إنقاذ بحري لرفع الأنقاض مؤلّف من الجيش والدفاع المدني وبعض المتخصّصين وسينطلق عند السادسة مساء (أمس) إلى أضنة مباشرةّ، وأمّنت الخطوط الجويّة التركيّة مع السفارة التركيّة الطائرة، وهذا أقلّ ما يُمكن أن نقوم به للوقوف إلى جانب الشعب التركي في هذه الظروف الصعبة”.
مواقف مُتعاطفة
وعمّت لبنان موجة عارمة من التضامن والتعاطف مع سورية وتركيا والمُصابين بالزلزل. وفي هذا الإطار، توجّه الرئيس العماد إميل لحّود بالتعزية إلى “الدولة السورية، بشخص الرئيس بشّار الأسد، وإلى الشعب السوري بعد الكارثة الطبيعيّة التي تعرّضت لها مدن سوريّة عدّة”، وقال في بيان “إنّ الشعب السوري عانى ما عاناه من الحربين الإرهابيّة والاقتصاديّة، وقد خرج منتصراً بفعل إرادته وتضحيات جيشه، وسيتمكّن، بالإرادة نفسها، من الانتصار على هذه الكارثة، معتمداً على إمكاناته ومساعدات أصدقائه في العالم الحرّ، في مواجهة غطرسة بعض الغرب، وعلى رأسه الولايات المتّحدة الأميركيّة التي تقف وراء الحصار المفروض على الشعب السوري والذي يتسبّب بإفقاره ومعاناته”.
بدوره، أبرق رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي إلى الرئيس الأسد، معزيّاً بضحايا الزلزال وقال في برقيّته “ببالغ الحزن والمواساة، واكبنا وما زلنا النتائج الناجمة عن الزلزال المدمِّر الذي ضرب محافظات عدّة في الجمهوريّة العربيّة السوريّة الشقيقة متسبِّباً بسقوط عدد كبير من الضحايا والجرحى ودمار هائل في المنازل والمؤسّسات والمنشآت. وإزاء هذا المصاب الجلل أتقدّم باسمي الشخصي، وباسم الشعب اللبناني من سيادتكم ومن خلالكم بأسمى آيات العزاء لذوي الضحايا وبالدعاء للجرحى بالشفاء العاجل وللمفقودين الفرج، وأنتهزها مناسبة لنُعرِب عن تضامننا ومؤازرتنا ووقوفنا إلى جانب سورية، قيادةً وحكومةً وشعباً في هذه اللحظات العصيبة التي تستدعي حشداً إنسانيّاً عربيّاً ودوليّاً إلى جانب سورية في بلسمة جراحاتها”.
كما أبرق الرئيس برّي إلى الرئيس التركي رجب الطيب أردوغان، معزيّاً . وجاء في البرقيّة “باسمي وباسم المجلس النيابي وباسم الشعب اللبناني، أتقدّم من فخامتكم ومن خلالكم من ذوي الضحايا الذين سقطوا بفعل الزلزال الذي ضرب بعض المناطق والمدن التركيّة بأسمى آيات العزاء، سائلين الله تعالى، لهم الرحمة وللجرحى الشفاء العاجل وأن يمنحكم والشعب التركي الصديق، القدرة على تجاوز التداعيات الأليمة لهذه الكارثة. إنه سميع مُجيب».
وأجرى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي اتصالاً هاتفيّاً برئيس مجلس الوزراء السوري حسين عرنوس متضامناً. كما قدّم له تعازيه بالضحايا الذين سقطوا، ومنهم أفراد من عائلته. وأبلغ ميقاتي نظيره السوري وضع الإمكانات اللوجستيّة المتاحة في لبنان في خدمة جهود الإغاثة الجارية.
وأعرب حزب الله في بيان، عن تضامنه وتعاطفه مع الشعبين السوري والتركي في المصاب الكبير الذي نزل بهم ودعا “كلّ الدول والحكومات والمنظمات الدوليّة والإنسانيّة إلى المبادرة الفوريّة بتقديم يد العون والمساعدة بكلّ المجالات الممكنة لإنقاذ المحتجزين تحت الأنقاض وإسعاف الجرحى وانتشال الضحايا وإيواء المُشرّدين، ووضع كل الإمكانات المُتاحة للتخفيف من المعاناة والظروف الصعبة التي يعيشها البلدان جرّاء هذه الكارثة”.
ووجّه وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال القاضي محمد وسام المرتضى التعزية إلى الشعبين السوري والتركي بـ”المصاب الجلل” وأضاف في بيان “ويقولون في بلادنا: المصيبة تجمع. ربما قصدوا في ذلك مصيبة القدر أو كارثة الطبيعة لكنْ لماذا لا تجمعنا، نحن اللبنانيين، على تنوّع أطيافنا المصائب التي تنزل بنا، بسبب ما يفعله بأيديهم بحق الوطن، بعض أبنائه؟». وتابع “في زلزال الأمس عبرةٌ يجب أن تُستقَى: نجونا برحمةٍ من الله لكنّنا ما برحنا على فالقٍ وطني سياسي يُهدِّد بزحزحة الوطن، فلنتّحد لمجابهته، بالعمل لا بالشعارات، بالتخطيط لا بالارتجال، بالتضحية لا بالأنانيّة، وخصوصًا بالوحدة لا بالتشرذم”.
وأبرق وزير المهجّرين في حكومة تصريف الأعمال عصام شرف الدين إلى وزراء الداخليّة السوري اللواء محمد الرحمون، الإدارة المحليّة والبيئة المهندس حسين مخلوف والزراعة والإصلاح الزراعي المهندس محمد حسان قطنا، معرباً عن ألمه الشديد وحزنه “بعد الكارثة التي حلّت علينا جميعاً من جرّاء الزلزال الأخير”، مؤكداً تضامنه “مع سورية الحبيبة بقيادتها وشعبها الطيب ومعكم شخصياً”. وختم “حمى الله لبنان وسورية من كلّ شرٍّ وأذى، وسنبقى في الظروف كافّة ومهما اشتدّت، شعباً واحداً في دولتين”.
وأجرى وزير السياحة في حكومة تصريف الأعمال وليد نصّار، اتصالاً هاتفيّاً بنظيره السوري المهندس محمد رامي مرتيني، أعرب خلاله عن “تضامنه الكامل مع سورية وشعبها بالمحافظات المتضرِّرة من جرّاء الزلزال المدمّر”، مؤكِّداً أنّ “سلامتنا من سلامة إخوتنا في سورية”. كذلك، اتصل نصّار بالسفير التركي في لبنان علي باريش أولوصوي، مقدِّماً التعازي ومعرباً عن تضامنه مع تركيا وشعبها.
واتّصل وزير الشباب والرياضة في حكومة تصريف الأعمال الدكتور جورج كلاّس بنظيره السوري فراس المعلا والتركي الدكتور محمد كاساف أوغلو معزيّاً بضحايا الزلزال المُدمِّر.
وأعربت وزارة الخارجيّة والمغتربين في لبنان في بيان “عن عميق تعاطفها وتضامنها” مع سورية وتقدّمت بأحّر التعازي للحكومة والشعب السوريين بالضحايا،متمنيةً الشفاء العاجل للمصابين. وأبدت استعداد لبنان لتقديم يد العون والمساعدة. كذلك تقدّمت الوزارة بأحّرّ التعازي، لحكومة وشعب الجمهورية التركيّة، مبديةً استعداد لبنان لتقديم يد العون والمساعدة.
وأصدر النوّاب: فيصل كرامي ، حسن مراد، عدنان طرابلسي، حيدر ناصر، طه ناجي و محمد يحي بياناً، اعتبروا فيه أنّ الكارثة الطبيعيّة التي ضربت عدداً من دول المنطقة فجر أمس “أتت لتذكرّنا جميعاً بأنّنا نتشاطر أقداراً ومصائر مشتركة بالرغم من كلّ أنواع الخلافات السياسيّة بل وحتّى بالرغم من كل التقسيمات الحدوديّة”، مناشدين جامعة الدول العربية والعرب والأصدقاء في العالم مدّ يدّ العون الى الشعبين التركي والسوري لمواجهة نتائج هذه الكارثة.
وتابعوا “لقد أمضى اللبنانيون، من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال ليلة مرعبة نتيجة الهلع والخوف من هزّات ارتداديّة. ولعلّ هذه المحنة تذكرنا بأن الطبيعة لا تُميِّز بين المناطق وهذا يتطلّب العمل معاً لمعالجة تداعيات الكوارث الطبيعيّة وحماية وطننا مما يلحقه به بعض البشر من نكبات وأزمات”. ودعوا الحكومة “إلى اتّخاذ القرارات العاجلة والاستثنائيّة لمسح الأضرار التي أصابت المواطنين وإقرار التعويضات خصوصاً أنّنا في فصل الشتاء والأمور لا تحتمل التأجيل”. كما رأوا “أنّ الكشف الجدّي على الأبنية المتصدِّعة في كلّ لبنان بات ضروريّاً وملحّاً تفادياً لأيّ كارثة محتملة”.
وختموا “مجدّداً، نقول لكلّ أهلنا في لبنان وسورية وفلسطين والأردن وتركيا عليكم بالصبر والتكاتف للخروج من هذه المحنة”.
ولفت النائب ملحم الحجيري إلى أنّ “أصدقاء سورية على امتداد العالم كُثُر، ويبدون التضامن معها حيال مأساتها وهم يرغبون في الوقوف إلى جانبها في هذه اللحظة الكارثيّة، ومدّ يد العون والمساعدة العاجلة والفوريّة” وقال “فيا أيّها الغرب المستعمر والناهب الدولي وعلى رأسكم أميركا الشرّ الأكبر، ارفعوا حصاركم الجائر عن سورية لكي يتسنّى لأصدقائها إرسال المساعدات لإنقاذ المصابين والجرحى وإعانة المنكوبين”.
وأبرق عميد المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن إلى كلّ من الرئيسين الأسد وأردوغان، معزيّاً بضحايا الزلزال، متمنّياً الشفاء العاجل للجرحى.
كذلك، توجّه النائب السابق إميل لحّود بالتعزية إلى الشعب السوري، آملاً أن يتمّ إنقاذ جميع العالقين تحت الركام بعد الهزّة الأرضيّة التي أصابت مدناً سوريّة عدّة.
وأضاف لحّود في بيان “مرّت عشر سنوات ثقيلة على الشعب السوري، من الحرب العالميّة عليه إلى الحصار المفروض والذي بلغ حدّ حرمانه من لقمة عيشه، وقد بقي صامداً على الرغم من ذلك، وها هي الكارثة الطبيعيّة تُصيبه أيضاً وتزيد من مآسيه، ولكنّنا كلّنا ثقة بأنّه سيخرج من هذه المصيبة بفضل إرادته وعنفوانه وصلابته».
وتابع “المؤسف فعلاً هو ردّة فعل الغرب المسبّب لهذه المآسي والمُتفرِّج اليوم على الأضرار التي تسبّبت بها هذه الكارثة الطبيعيّة، والمطلوب منه ليس المساعدة بل فكّ الحصار غير الإنساني الذي يفرضه، لكي يتمكّن هذا الشعب المظلوم من بلسمة جراحه».
وأعرب لقاء الأحزاب والقوى الوطنيّة والقوميّة في البقاع عن عميق حزنه وتعاطفه حيال المأساة التي حلّت بالشعبين السوري والتركي، داعياً إلى “أوسع حملة تضامن دوليّة وعربيّة مع الشعبين المنكوبين وتجاوز قرارات حكّام (البيت الأسود) الظالمة المتمثلة بقانون قيصر أعلى درجات البغي والجور والعدوان الذي يوازي زلزال الطبيعة بتردّداته اللاإنسانية، ولا سيّما أنّه يضع قيوداً حتّى على المساعدات الإغاثيّة ويمنع التواصل مع المؤسّسات الرسميّة السوريّة”.
وأكدت “الحملة الشعبيّة العربيّة والدوليّة لرفع الحصار عن سوريا” في نداء، أن “سورية بأمسّ الحاجة اليوم إلى رفع الحصار الأميركي الجائر عليها، كي تصلها المساعدات والإغاثة، فضلاً عن ضرورة تحرير ثرواتها الطبيعية من النفط والقمح برفع يدّ الأميركان وحلفائهم عنها”، لافتةً إلى أنّ “الشعب السوري يعاني الأمرَّيْن من الوضع الاقتصادي الصعب”. ودعت إلى “رفع أصواتنا عالياً بوجه هذا الظلم الدولي على سورية وإنهاء الحصار الجائر بحقّ شعبها”. كما دعت “كلّ المنظمات الإنسانيّة العربيّة والإسلاميّة والدوليّة والقوى والاتّحادات والجمعيّات إلى الإسراع في تقديم العون للشعب السوري الذي ما بخل يوماً في مدّ يد العون عربيّاً كان أم غير عربي”.
ووجّه البطريرك يوحنا العاشر نداء إلى مطارنة الكرسي الأنطاكي عقب الزلزال الذي ضرب المنطقة فجر أمس طلب فيه إغاثة المنكوبين المشردّين الذين باتوا بلا سقفٍ يأويهم”.
وأعرب شيخ العقل لطائفة الموحدّين الدروز الشيخ الدكتور سامي أبي المنى عن “ألمه العميق للضحايا التي سقطت بفعل الزلزال المدمّر الذي ضرب تركيا”، كما أعلن “تعاطفه مع جميع المتضرّرين من جرّاء الزلزال المدمّر في سورية ولبنان”، متمنِّياً أن “يكون ما حصل عبرة للدول والمسؤولين لضرورة معالجة الخلافات وتجاوز الأزمات والتضامن في مواجهة الكوارث والتحديات المتتالية والتخفيف من تداعياتها”.
وتقدّم نائب رئيس مجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب و”تجمّع العلماء المسلمين” والعديد من الأحزاب والقوى السياسيّة والفاعليّات بالتعازي والمواساة من الحكومتين والشعبين السوري والتركي وذوي ضحايا الزلزال في البلدين.