إنه العار يا أصحاب العار !
} د. عدنان منصور*
ما هكذا يعامَل الشقيق عند النكبات، والأهوال. ولا هكذا تعامَل سورية بالتحديد، بالجحود، وعدم الوفاء، والتخلي عن الشعور الإنساني الأخوي تجاهها.
عار على الانتهازيين، والمنافقين، الجاحدين، ناكري من كانوا يوماً لهم أولياء نعمة مالهم، وجاههم، ونفوذهم، ومناصبهم!
عار على من يتوجه للصديق انتهازاً وتشاوفاً لتقديم المساعدة
«الإنسانية»، ويعمد إلى ترك الشقيق ينزف أمام العالم كله، وهو الذي أحوج ما يكون الى المساعدة!
ألِهذا الحدّ وصلت الوقاحة والانحطاط الأخلاقي، وعدم الوفاء، ونكران الجميل، لمن آزر لبنان واللبنانيين في وقت المحن؟!
أيريدون أن يقدّموا أوراق اعتمادهم للولايات المتحدة التي تفرض العقوبات على سورية، ليثبتوا لها أنهم الأصدقاء الأوفياء النجباء، والأحرص منها على تطبيق قانون قيصر والالتزام به، حتى عند حدوث الكوارث الطبيعية وما تتركه من مأسٍ إنسانية؟
لا يهمّ البعض سورية ولا شعبها، وإنْ اجتاحتها الحروب والكوارث. فحساباتهم ومصالحهم الشخصية، غير حساباتها واهتماماتها الوطنية والإنسانية. إنهم دائماً المراوغون، الوصوليون، الانتهازيون، المنافقون، تجار السياسة، والبشر، والمبادئ، عديمو الضمير والأخلاق والحسّ الإنساني.
عذراً منك سورية! قلوب اللبنانيين معك ومع شعبك الصامد العظيم في هذه الظروف العصببة. فلا تأخذيه بجريرة الماكرين، الجاحدين، عديمي الوفاء، والشعور الأخوي والإنساني. فهذه غريزة عرفها الجدّ القديم قابيل! وكم من قابيل موجود على ساحتنا…!
*وزير الخارجية والمغتربين الأسبق