برّي في تدشين المبنى الجديد للسفارة الإيرانيّة: لنملك الجرأة لإنجاز استحقاقاتنا الداخليّة بأنفسنا
دعا رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي اللبنانيين إلى أن يثبتوا للعالم والشقيق والصديق «أنّنا قد بلغنا سن الرشد الوطني والسياسي ونملك الجرأة والقدرة والمسؤوليّة الوطنيّة والمناعة السياديّة لصناعة توافقاتنا وإنجاز استحقاقاتنا الداخليّة والدستوريّة بأنفسنا».
كلام الرئيس برّي جاء خلال كلمة ألقاها في حفل تدشين المبنى الجديد للسفارة الإيرانيّة في بيروت، بحضور وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال محمد وسام المرتضى ممثِّلاً رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، مساعد وزير الخارجية الإيرانية كبير المفاوضين الإيرانيين في الملف النووي الإيراني علي باقري، السفير الإيراني لدى لبنان مجتبى أماني، رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد ممثِّلاً الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، وحشد من النوّاب والقيادات السياسيّة والحزبيّة والفاعليّات.
وقال الرئيس برّي «هو شباط بين الأوّل منه عام 79 واليوم العاشر، فجر وليال عشر. في رحاب الذكرى الـ44 لانتصار الثورة الإسلاميّة في إيران، وبعد يوم واحد من ذكرى انتفاضة 6 شباط التي نقلت لبنان من العصر «الإسرائيلي» إلى العصر الوطني والعربي، وقاب قوسين أو أدنى لليوم العاشر لاستشهاد خيري علقم، خيراً فلسطينيّاً للأمّة، وعلقماً زعافاً لأعدائها»، معتبراً «أنّ أعظم التواريخ تلك التي يكتبها ويصنعها الشهداء».
وتابع «سفارة ارتفعت مداميكها على البرّ والتقوى. سفارة لبلد صديق للبنان رغم التجنّي والنكران. بلد يعرض العطاء والدعم والمؤازرة فيُرَدّ. في الكهرباء والدواء والطاقة و.. و.. فيُصَدّ. بئس الزمن الرديء الذي نخشى فيه من عقوبات الآخرين فنخضع ونستجيب، ونأبى ونتهرّب من تقديمات الأقربين لا نخشى منها على العروبة، بل نخشى ممن أضاع بوصلة فلسطين. فاعلموا أن لا عروبة من دون فلسطين. هي مقياس الهويّة ومقياس الانتماء. أليس الصديق وقت الضيق، وسنشدّ عضدك بأخيك؟ فهذا ما منحته وقدّمته الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة، مقاومة أوّلها في فلسطين وليس آخرها في لبنان».
وأكّد أنّنا «نتطلع بأمل كبير إلى أن يكون هذا اليوم الذي نُدشِّن فيه مبنى جديداً للسفارة الإيرانيّة في بيروت بارقة أمل ليس ببعيد، نحتفل فيه بعودة العلاقات بين الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة مع محيطها العربي والإسلامي، وخصوصاً مع المملكة العربيّة السعوديّة في سياقها الطبيعي»، مُضيفاً «إنّني ولطالما ناديت بأهميّة هذه العلاقات وضرورة تطبيعها وتطويرها بما يحفظ لكلّ دولة أمنها واستقلالها وسيادتها وخصوصيّتها ومصالحها المشتركة».
وجدّد «الدعوة والمناشدة من أجل تأمين المناخات الملائمة كافّة لإنجاح المساعي الطيّبة التي تبذل في هذا الإطار ولا سيما من قبل الحكومة العراقيّة من أجل رأب الصدع في العلاقة وعودتها إلى ما كانت عليه»، معتبراً أن «قدر الأمّة ومنعتها وتقدّمها واستقرارها وازدهارها واكتمال بدرها الإسلامي المسيحي في سماء العروبة وبزوغ فجر فلسطيني جديد، بأمسّ الحاجة لهذه العلاقات الأخويّة والضروريّة التي لا خيار لنا إلاّ أن تكون جيّدة وراسخة».
وأشار إلى أنّ لبنان «يُقدِّر عالياً الدعم والمؤازرة ووقوف أشقائه وأصدقائه إلى جانبه من أجل تجاوز أزماته الراهنة ولا سيما الاقتصاديّة والمعيشيّة والماليّة والصحيّة والتربويّة وفي طليعة المستعدِّين دائماً للمساعدة، إيران كما كلّ الإخوة والأشقّاء العرب، وهو إن دلّ على شيء إنّما يدلّ على محبتهم وتقديرهم وحرصهم على لبنان وعلى الأدوار التي يمثّلها كضرورة في الجسد العربي وكنموذج للتعايش والانفتاح والحوار والتلاقي».
ورأى أنّنا «مدعوون كلبنانيين لنُثبت للعالم وللشقيق والصديق ولكلّ من يتربّص بنا أو يتحيّن الفرص للانقضاض على لبنان، أنّنا قد بلغنا سنّ الرشد الوطني والسياسي ونملك الجرأة والقدرة والمسؤوليّة الوطنيّة والمناعة السياسيّة والسياديّة لصناعة توافقاتنا وإنجاز استحقاقاتنا الداخليّة والدستوريّة بأنفسنا وبما يتلاءم مع مصلحة لبنان وتطلّعات أبنائه في كلّ ما يتّصل بحياة الدولة وأدوارها وتطوّرها في الإصلاح السياسي والمالي والاقتصادي والقضائي» وقال «تعالوا إلى كلمة سواء نُثبت فيها أنّنا قادرون فهل نحن فاعلون؟».
وختم «من رحاب هذا الصرح، التحيّة لروح مفجِّر الثورة الإسلاميّة الإيرانيّة روح الله الموسوي الخميني ولقائدها آية الله السيّد علي الخامنئي. التحيّة لحمزةَ هذه الثورة الشهيد الدكتور مصطفى شمران، ولأحد أركانها ومؤسّسيها وسفيرها الذي حمل كلمة سرّها في حلّه وترحاله سماحة الإمام القائد السيّد موسى الصدر. التحيّة موصولة لمن يصنع للأمّة فجراً جديداً فوق رُبى فلسطين في جنين ونابلس والقدس والضفة والقطاع وكلّ فلسطين من بحرها إلى نهرها. مبارك لكم لإيران الثورة والجمهوريّة هذا الطود الشامخ، محبّة وأخوّة وصداقة وإنسانيّة من أجل بلدينا وشعبينا الصديقين».