دبوس
الاستثمار في الكارثة
يوعز النتن إلى عملائه من بعض خونة «المعارضة السورية» بطلب العون من كيان الشر المطلق إزاء كارثة الزلزال الذي ضرب سورية، فيخرج الإعلام السادر في غيّ الكذب والتلفيق والفبركة، بالادّعاء بأنّ سورية قد طلبت من هذا الكيان البائد مساعدات إنسانية، لكأنّ هذا العالم ليس فيه من الأخيار وأصحاب الضمائر النظيفة من يقدّم العون السخي لأشقائهم في الإنسانية…
إنّ من يطلب عوناً من كيان كهذا الكيان، هو كمن يطلب العون من الضبع أو الأفعى، يتقرّب بهدوءٍ وخلسة في الظلام ليعضّ عضة قاتلة، او ينفث سمومه المهلكة.
الزلزال ضرب الشعب السوري، الذي ادّعى الاستكبار العالمي وعلى رأسه الأنغلوساكسون، وعلى مدى ما يربو على عقد من الزمان أنهم يقاتلون «النظام السوري» نصرة له، وحبّاً منهم لتبنّي حقوقه، ودعماً لديموقراطيته وحريته، فأين هو هذا الحب الزائف؟ وأين هو حرصكم على حقوقه وخلاصه؟
الزلزال ضرب الشعب السوري وليس النظام، يتقدّم هذا المعتوه في البيت الأبيض، ومجموعة القتلة المحترفين حواليه بمدّ يد المساعدة الى تركيا، ولا يأتي على ذكر سورية بتاتاً، كأنّ شيئاً لم يحدث في حلب وإدلب وحماة واللاذقية، هذا هو الغرب، وهؤلاء هم الأنغلوساكسون، بلا ضمير، وبلا أخلاق، وبلا أيّ مسحة من الإنسانية في بنيانه!
سورية لا تريد مساعدتكم، فقط أعيدوا ما سرقتم من نفطها أيها اللصوص، وتوقفوا عن المزيد من السرقات، وستعرف سورية كيف تتدبّر أمرها، بل وربما تمدّ يد المساعدة للأقليات العرقية التي أوقعها حظها العاثر لتعيش بين ظهرانيكم، مضطهَدة، مهانَة، تمارَس ضدّها أعتى صنوف العنصرية، والتمييز العرقي، والقتل بسبب اللون، سورية ليست بحاجة لمساعدتكم المسمومة، لدى سورية الكثير من الأصدقاء الخلّص الأوفياء، الذين يقدّمون المساعدة عن طيب خاطر، وبلا شروط…
سميح التايه