دردشة
الحزن الكبير
يكتبها الياس عشّي
الزلزال الكبير الذي ضرب سورية وتركيا، وخلّف وراءه ألوفاً من الضحايا، والمشرّدين، والمفقودين، والركام، يجب أن يكون معبراً للعودة إلى الضمير العالمي الذي راكمته الأوساخ، ولم يعد قادراً على ترميم ما أفسده قادة يسمّون أنفسهم بالكبار.
إنها اللحظة اللازمة للدخول إلى كرسي الاعتراف، ومراجعة كلّ الأخطاء التي ارتكبت، خلال السنوات السابقة، بحقّ بعض الدول، وعلى رأسها سوريةُ.
من هذا المنطلق يبدو رثاء المدن المفجوعة بأبنائها هو الأرقى بين كلّ أنواع الرثاء، فالعاطفة تكون أكثر صدقاً، والألفاظ تخرج من القلب لتقع في القلب، والصور هي طبق الأصل لواقع المأساة حين يأخذ الموت شكل الجماعة، وتتحوّل العمارات إلى قبور جماعية، ويتنادى الناس، من كلّ الأطياف، للمشاركة في إنقاذ المصابين، أو سحب الضحايا من تحت الركام.
وهو ما تعارَف عليه النقاد بأنه أدب إنساني بعيد عن التفجّع وعن التأبين المتعارَف عليهما في الرثاء الفردي. لترقد أرواح الضحايا بسلام، وليبلسم الله تعالى نفوس الآباء والأمهات والأخوة والأقرباء والأصدقاء الذين نُكبوا بمن كانوا حتّى الأمس جزءًا من أحلامهم الجميلة.
والبقاء للأمة.