أولى

زيارة الوفد الوزاري اللبناني وزيارة وفد حماس

لم تكن العلاقات بين لبنان كمؤسسة سياسية حاكمة، وسورية، أفضل حالاً مما كانت عليه العلاقات بين حركة حماس وسورية، وأوجه الشبه كثيرة بين علاقات سورية بلبنان وعلاقاتها بحماس، حيث استثمرت سورية على هذين المحورين الكثير من الجهد والوقت، وأصيب بالكثير من الجحود والخيبة، وربما الشعور بالاستضعاف في مراحل الحرب القاسية التي شنت ضدها.
على محور العلاقة مع حماس بذلت قوى المقاومة وإيران جهوداً كبيرة، وأقامت القيادة الجديدة في حركة؛ حماس مراجعات كثيرة، وتلاقت الجهود مع المراجعة مع خيار سورية المبدئي نحو فلسطين ومقاومتها لصناعة اللحظة التاريخية التي طوت صفحة وفتحت صفحة جديدة، تتقدّم كل يوم نحو إيجابية أكبر، وتماسك أشد.
على محور العلاقة مع لبنان، لم تنجح القيادات اللبنانية، بالعمل مع سورية وفق قانون المصلحة الوطنية، بوحي من تعدد الملفات التي لا حل لها دون التنسيق مع سورية، وفي طليعتها ملف عودة النازحين الذي يشكل واحدة من أكبر عقد الأزمة الاقتصادية والاجتماعية والأمنية في لبنان، وبالرغم من وضوح لا جدوى الرهان على تغيير موازين القوى في سورية، وتأكد اللبنانيين، وفي طليعتهم الذين ناصبوا سورية العداء، أن البيئة الدولية والإقليمية التي شجعتهم على خصومة سورية بدأت تفكر بواقعية الانفتاح عليها، وتنتظر التوقيت المناسب، بقي هؤلاء لا يملكون شجاعة الإقدام، خشية أن يسبقوا من يفترض أن يتقدّم عليهم في المبادرة، أو أن تتم معاقبتهم إن سارعوا في توقيت لا يحظى بالموافقة.
أحدث الزلزال الذي أصاب تركيا وسورية كرة ثلج في الرأي العام اللبناني، عنوانها التعاطف مع سورية، والتنديد بالعقوبات والحصار المفروضين عليها، فكانت اللحظة التي صنعت مبادرة بدأت مجرد فكرة وتحوّلت الى خطوات عملية في توقيت مناسب، وتكفل الواقع بجعلها أكبر وأكبر.
من المهم أن يدرك المسؤولون في لبنان أن ما اتخذته الحكومة وبدأ بروح المجاملة، وتحوّل إلى وقائع، وقرأته سورية كمبادرة، يستحق الصيانة والتطوير، فقد طوى على الصعيد الشعبي السوري الكثير من المشاعر السلبية، والدعوات لإدارة الظهر، وأعاد إحياء مشاعر عاطفية عنوانها الأخوة تستحق من كل مسؤول سياسي تهذيب لسانه قبل التطفل على ملف العلاقة مع سورية، وفقاً للمثل الشائع، «اللي ما عندو كلمة حلوة يقولها يسكت أحسن».

التعليق السياسي

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى