سفارة إيران في بيروت تضيء صرحها في عيد ثورتها الـ 44
} خضر رسلان
صرح إيران الجديد في بيروت يحاكي سنوات مجد الثورة وتألقها في ذكرى انتصارها الرابع والأربعين الذي شهدت مراسم افتتاحه رفع علم ثورتها بحضور الأحبّة من مختلف الشرائح الذين يتلمّسون في ظلال سفارة الثورة وشائج الاعتزاز والفخار والاقتدار.
ويغرفون من شعر حافظ ترانيم العشق الذي يزرع الأمل والتعاون والتواصل والمؤازرة والمساندة، وهي التي تحدث عنها بإسهاب راعي المناسبة دولة رئيس مجلس النواب الرئيس نبيه بري حينما قال إنها “سفارة ارتفعت مداميكها على البر والتقوى! سفارة لبلد صديق للبنان رغم التجني والنكران! بلد يعرض العطاء والدعم والمؤازرة فيردّ في الكهرباء والدواء والطاقة و… و… فيُصدّ. بئس الزمن الرديء أن نخشى من عقوبات الآخرين فنخضع ونستجيب، ونأبى ونتهرّب من تقديمات الأقربين لا نخشى منها على العروبة بل نخشى ممن أضاع بوصلة فلسطين. فاعلموا أن لا عروبة من دون فلسطين، هي مقياس الهوية ومقياس الانتماء. أليس الصديق وقت الضيق، وسنشدّ عضدك بأخيك؟ فهذا ما منحته وقدّمته الجمهورية الإسلامية الإيرانية مقاومة أولها في فلسطين وليس آخرها في لبنان”.
لم تكن الثورة الإسلامية الإيرانية المنتصرة والتي حمل لواءها وقادها بقدرة وثبات الإمام الخميني مسقطاً النظام الشاهنشاهي عام 1979 حدثاً محلياً وعابراً ومحصوراً بل حدثاً عالمياً مدوياً أدخل تغييراً جذرياً وتحوّلات حاسمة؛ فسقوط الشاه أحد أبرز رموز الاستكبار العالمي شكّل نقطة تحوّل باتجاه عالم ثائر يرفض سياسة الارتهان للاستكبار والاستعباد، وكانت لإجراءات الثورة التي حدّدت أهدافها منذ نعومة أظافرها كشعار لا شرقية ولا غربية الذي ترجم عملياً من خلال محاصرة سفارة أميركا الشيطان الأكبر وقطع العلاقة معها فضلاً عن رفع العلم الفلسطيني في مقر سفارة الصهاينة بعدما تمّ طرد سفيرهم منها في دلالة قوية الى الخيارات التي تتبناها الثورة وهذا ما كان عاملاً حاسماً في إعادة الأمل والثقة للشعوب المضطهدة والتي رأت في ثورة الشعب الإيراني نموذجاً يُحتذى وانه بالعزم والإرادة تستطيع استعادة حقوقها وكسر القيود المصطنعة.
في إطلالة سريعة على واقع وموقعية الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي تتعرّض لحصار قاس وحروب متعددة الأشكال وبقراءة موضوعية حيادية مهنية صرفة يستطيع كلّ منصف الاستنتاج انّ دولة تواجه كلّ ما ذكرناه من حصار وعقوبات واكبت الثورة من انتصارها قبل 44 عاماً وتنجز ما أنجزته من تقدّم بل تفوّق في أبرز المجالات العلمية ونمو في الاقتصاد وتميّز في البنى التحتية، هذا فضلاً عن دورها المحوري حيث تقف في جبهة المستضعفين بكلّ إمكانياتها في مواجهة الصلف والاستكبار العالمي.
خير مثال على الدولة النموذج التي يجب ان تحتذى في مواجهة كلّ اشكال الحصار والتجويع. بعض إنجازات إيران في العام 2022 في ظلّ الحصار والعقوبات وهي كالتالي:
الإنجازات الاقتصادية
ـ نموّ اقتصادي بنسبة 4% ونمو بنسبة 1.5% في القطاع الصناعي.
ـ قفزة في تصدير النفط الخام ومكثفات الغاز رغم الرقم القياسي في العقوبات الشديدة على التصدير منذ 2018 (بداية العقوبات القاسية).
ـ زيادة بنسبة 20% في صادرات المنتجات الصناعية
إنجازات البنى التحتية.
ـ تشغيل مشروع سنندج لتزويد المياه وافتتاح مشاريع تزويد المياه ل1500 قرية ومدينة.
ـ افتتاح ممرّ الشمال ـ الجنوب؛ من روسيا إلى الهند عبر البرّ وسكك الحديد بعد 22 عاماً.
الإنجازات الدولية
ـ العضوية الدائمة في منظمة التعاون بشانغهاي (SCO) بعد 15 عاماً من العضوية كمراقب.
ـ اتفاقية تعاون شاملة لمدة 20 عاماً بين إيران وروسيا
إنجازات الصحة والطب.
ـ إنتاج اللقاحات والتطعيم في جميع أنحاء البلاد بلقاحات محلية الصنع.
ـ إنجاز العلماء الإيرانيين في العلاج الجيني لعلاج اللوكيميا (سرطان الدم).
ـ إجراء عملية زرع الأعضاء بعد الموت التامّ للمرة الأولى في الشرق الأوسط.
الإنجازات العلمية والتكنولوجية
ـ انضمّت إيران إلى مجموعة الـ 10 دول صاحبة أكبر تلسكوبات في العالم.
ـ إطلاق ناجح لـ “كتلة سامان للنقل المداري” تحت ـ المدارية لزيادة الارتفاع المداري للأقمار الصناعية والاختبار الناجح لأدائها.
ـ التحضير والانتهاء من إطلاق قمر الخيّام الصناعي بعد 5 سنوات، وإطلاق قمر نور 2 الصناعي بنجاح.
إنجازات الحقوق المدنية والقضائية…
ـ تقديم مشروع قانون لتحسين الأمن وحماية النساء من الأذى، وفي العنف ضدّ المرأة.
ـ تقديم مشروع قانون شرطة خاص بالأطفال والناشئة.
الإنجازات الدفاعية
ـ صنع صاروخ باليستي تفوق سرعته سرعة الصوت، نوع حديث من الصواريخ الباليستية إيرانية الصنع؛ الصواريخ قادرة على المناورة داخل الغلاف الجوي وخارجه.
ـ الكشف عن صاروخ “صيّاد 4B “ الباليستي؛ البعيد المدى والذي يعمل بالوقود الصلب، وقد تمّ تقييمه للمرة الأولى بشكل كامل من الناحية التشغيلية.
ـ طائرة بدون طيار “أبابيل” UAV؛ الطائرة التكتيكية التي بإمكانها الإقلاع من أيّ قاعدة، وهي مزوّدة بباحث بصري ورأس حربي مع القدرة على تحديد الأهداف.
ـ نظام الشهيد الحاج قاسم للدفاع الجوي القصير الارتفاع؛ نظام الدفاع الجوي مخصص للدفاع البحري.
ـ نظام سلاح الليزر «zaheer» مزوّد بكاشف للصور لتعطيل أداء مستشعرات الصور الموضوعة على الطائرات بدون طيار وصواريخ كروز والطيور الدقيقة.
ـ إنشاء صاروخ “شهاب ثاقب” الدفاعي لتدمير الأهداف المنخفضة، يستخدم التوجيه اللاسلكي.
علم الجمهورية الإسلامية الذي رفع في صرح سفارة إيران في بيروت بما يمثل من عناوين الثورة الإسلامية من مفاهيم الحرية والعدالة ومناصرة قضايا الحقّ وفي طليعتها القدس وفلسطين ستبقى رايته عالية مستظلة بعبق وعنفوان قائد الثورة السيد علي الخامنئي المعطر بأريج وتعاليم وارشادات مفجر ثورة المستضعفين على المستكبرين الإمام الخميني العظيم.