الكيان اليهودي الصهيوني بذرة شر وفساد
} يوسف المسمار*
لقد زرع المجرمون الاستعماريون الكيان اليهودي الصهيوني في قلب أمتنا بذرة شرٍ وخبثٍ ووباء ليكون قاعدة لزراعة مشتل الأوبئة القاتلة بهدف توزيع شتلاتها وبذورها وأثمارها على بلاد العالم وتخريبه لتعود الإنسانية الى بدائية العصور الغابرة والعهود البائدة، وإطفاء نور الحضارة، والرجوع الى عفن عهود ظلمات الكهوف. ولا يكون ذلك ممكناً لشذاذ الآفاق الا اذا تخاذلنا وفضَّلنا القعود والخمول والخوف والجبن على الانطلاق والنهوض والصراع والبطولة الممارسة لقيم الحق والخير والفضيلة وكرامة الأخيار الصالحين.
إن من يطمئن لوعود وتعهدات حكومات البغي والغطرسة والطغيان وسجايا طبيعة الباطل والظلم لن يجني سوى الخيبة والفشل والخسران، وسيجد نفسه عاجلاً أو آجلاً من غير ان يدري بين أنياب الوحوش المفترسة التي لا تعرف طبيعتها لا رأفة ولا رحمة ولا شيئاً من ضمير.
لقد مزَّقوا أمتنا في معاهداتهم حصصاً وقطاعات. اتنيات وطوائف. عقارات ودساكر. تجمعات وقطعانا نتيجة سذاجاتنا وغباواتنا وجهالاتنا وأمراضنا الأنانية والشخصية والخصوصية حتى أتى اليوم الذي أفتوا فيه وقرّروا إقامة دولة التخلف الروحي، والشذوذ الأخلاقي، والبهتان النفسي، والتشوّه الإنساني، والانحطاط الحضاري، وأعادوا توحيد بلادنا تحت اسم «داعش» أي الدولة الاسلامية لبلاد العراق والشام لتكون البيئة المناسبة لتفقيس بيوض التكفير، وإنتاج بذور الفتن، وتسويق تجارة الإجرام والموبقات وفواحش الأفكار.
نـداء التاريخ
فيا أبناء بلاد الرافدين والشام استيقظوا من غفوتكم، وتنبّهوا الى الأخطار المحدّقة بكم. مصيركم يتوقف على سلامة وعيكم، وصلابة إيمانكم بحقيقتكم، وقوة إرادتكم التي حين تفعل تحقق فَـرَجَكم، وتصنع نصركم، وتجعل منكم سادة بين الأمم لا عبيدا، وطلائع أعزاء لا أذيالا أذلاء، وأبطالاً منتصرين لا جبناء مقهورين.
لقد بدأ تاريخ مدنية البشر بأمتكم، ونما وتطوّر بإبداعاتها، وعارٌ على من افتتح تاريخ المدنية وطوَّر إبداعاتها أن يتخلف عن الناهضين، ويسير ذليلاً تحت سياط المجرمين.
التاريخ ينادي يا أبناء دمشق وبغداد وبيروت وعمان والقدس فاسمعوا نداء التاريخ، يناديكم بلسان أحد عباقرة أمتنا الذي أطلقه في 16 تشرين الثاني 1936 العالم الفيلسوف أنطون سعاده رداً على ويلات معاهد سايكس بيكو الاستعمارية العدوانية المجرمة:
«إن التضحية بالرغبات الشخصية هي الطريق لضمان وحدة اتجاه النهضة القومية الاجتماعية وانتصارها. وأنه أيسر أن تزول الأرض وتعود فتوجد من أن تنهض أمة على الرغبات الخصوصية.
إنّ كرامة الأمّة وسلامة الوطن قد أصبحتا في خطر ليس لهما ضمان سوى موقفكم وعملكم، فعليكم أن تعملوا بما عُرفتم به من عقيدة راسخة، وتجرّد صادق، ووطنية لا غبار ولا شبهة عليها، فاعملوا لتغلّب الوطنية على الطائفية، ولانتصار النهضة القومية الاجتماعية على الحركات الرجعية.
كونوا جنودًا لتحاربوا التجزئة والانقسام الداخليين. كونوا سدًّا منيعًا ضدّ الدعوة إلى بعث النعرات الهدّامة. أوصوا كلّ من تجتمعون بهم أن لا يكونوا آلة في يد رجال يستثمرون الشعب في سبيل منافعهم، هؤلاء الّذين اتّخذوا الرعونة نظامًا لهم، والمنفعة الشخصية دستورًا». إن أعظم عبر التاريخ هي أن: «كل أمة أو دولة، اذا لم يكن لها ضمان من نفسها، من قوتها هي، فلا ضمان لها في الحياة على الاطلاق».
*باحث وشاعر قومي مقيم في البرازيل