دردشة
أحمد شوقي ونكبة دمشق…
} يكتبها الياس عشي
العودة إلى الذاكرة الوطنية، في أثناء الأزمات، ضرورة ثقافية وأخلاقية، لا سيما والعالم يتغيّر، وأحادية القطب إلى زوال، والغرب المتوحّش سقط في مواجهة الزلزال الذي ضرب سوريةَ.
الشاعر أحمد شوقي، على الرغم من تأثره بالثقافة الفرنسية، لم يقف موقف المتفرّج يوم قصف الفرنسيون دمشق بالقنابل إثر الثورة التي اندلعت عام 1925 للتخلص من الانتداب الفرنسي، فتهدّمت المنازل، وسفكت الدماء، وكان من شوقي قصيدته الرائعة «نكبة دمشق» التي رأى السوريون بها بلسماً لجراحهم وآلامهم. وقد ألقيت في ملهى الأزبكية في مصر، والهدف: مؤاساة دمشق، وإغاثة المنكوبين.
وقد اخترت من القصيدة بعضاً من الأبيات:
سلامٌ من صَبا بردى أرقُّ
ودمعٌ لا يُكفكف يا دمشقُ
ولي ممّا رمتْكِ به الليالي
جراحاتٌ لها في القلب عمقُ
سلي من راع غيدَكِ بعد وهْنٍ:
أبينَ فؤادِه والصخرِ فرقُ؟
وللمستعمرين، وإن ألانوا،
قلوبٌ كالحجارة لا ترقّ
دمُ الثوّارِ تعرفه فرنسا
وتعلم أنه نور وحقّ
وحُرّرتِ الشعوب على قناها
فكيف على قناها تُسترقّ
بني سوريّةَ، اطّرحوا الأماني
وألقوا عنكمُ الأحلامَ ألقوا
نصحت ونحن مختلفون داراً
ولكنْ كلُّنا في الهمِّ شرقُ
وللحريّة الحمراء بابٌ
بكلّ يد مضرّجةٍ يُدقُّ