مؤسسة رعاية أسر الشهداء تجول في أحياء حلب المنكوبة نهلا رياشي: لا يعنينا الحصار وسورية إرادتها صلبة
حلب ـ عبير حمدان
مؤسسة رعاية أسر الشهداء وذوي الاحتياجات الخاصة في الحزب السوري القومي الاجتماعي، تُعنى برعاية أسر الشهداء والجرحى، لكنها في الشدائد لا تتأخر عن أي واجب، ومنذ أن ضرب الزلزال مناطق شمال سورية، أعدّت المؤسسة قافلة مساعدات وذهبت الى المناطق المنكوبة لبلسمة جراح المتضررين.
رئيسة المؤسسة نهلا رياشي قالت لـ«البناء»: «أتينا الى مناطق الشمال السوري لنكون بجانب أهلنا وناسنا، وهذا أقل ما يمكن أن نقدّمه لهم في هذه الظروف الصعبة، ونحن لا يعنينا الحصار فهذه بلادنا، بلاد العطاء وأمة العز والإرادة الصلبة».
ويكفي أن تواكب رياشي مع أعضاء من المؤسسة في جولتها على مراكز الإيواء لحظة وصولها الى مدينة حلب للاطلاع على أوضاع الناس لتدرك حجم الجهد النفسي بالدرجة الأولى خاصة حين تخاطب الأطفال وتسألهم عن حاجاتهم وتصغي الى قصصهم وأمنياتهم التي انحصرت كلها برغبتهم في تحصيل الدفء والأمان بعد الأيام العصيبة التي عصفت بسورية جراء الزلزال وهي لم تتعافَ بعد من النزف الذي خلفه الإرهاب بين تفاصيلها.
«بدي أرجع ع البيت» هكذا اختصرت الطفلة «ليلاس» كل الحكاية حين سألتها رياشي ما الذي تريده وأخبرتها أيضاً عن اللحظات الاولى للزلزال «إجا الزلزال ووقع البراد والبيت صار يهزّ». ومثلها عبرت «ماسة» و«يزن» والكثير من الأطفال الذين وجدوا انفسهم في مواجهة الصقيع، فكانت المدارس حاضرة لاحتضانهم وتوفير بعض الأمان والدفء ولو بشكل مرحلي إلى حين استكمال تقدير الأضرار من قبل الجهات الرسمية وإيجاد حلول جذرية تعالج الواقع القائم.
لا تتحدث رياشي كثيراً عن عملها الذي يلتصق بها منذ أكثر من عشرين عاماً وتصرّ على القيام بكل شيء بنفسها. فبعد جولتها الليلية ومواساتها لكل من التقتهم، قامت بجولة لتوزيع المساعدات مباشرة للعوائل في المدارس والخيم والجوامع والكنائس والباص في الفردوس وصلاح الدين، كرم الدعدع، الصالحين، باص المشهد، المشارقة، بستان القصر، الربوية.
ولعل الصور التي توثق حضور مؤسسة رعاية أسر الشهداء بين الناس في المدينة كفيلة بنقل المشهد دون الحاجة الى الكثير من الكلام حول شعب يتلقف الويلات بثبات في مواجهة الحصار ليؤكد أنه يستحق الحياة بجدارة.