دبوس

الزلزال والإزالة

ردّ فعل محور المقاومة إزاء كارثة الزلزال هي نموذج ومؤشر إلى ردّ فعل هذا المحور في حالة تدحرج المنطقة الى حرب شاملة أو شبه شاملة مع الكيان الزائل، وسيكون الوجود الأميركي المتداخل في الجغرافيا على هيئة نتوءات مرضية وبطريقة فجّة ولكنها هشة من الأهداف التي ستستهدف فوراً، وبطريقة مدمّرة وبهدف الاستئصال الكلّي، كما انّ كلّ القوى المتلطّية بالدعم الأميركي، سواء استتباعاً او ارتزاقاً سيصار الى اجتثاثها بدون رحمة، من قسد ونصرة وداعش وقوىً أخرى ترتهن بالقرار الأميركي الصهيوني…
اليوم، كانت سيارات الإسعاف التابعة للحشد الشعبي تسابق الريح في شوارع حلب لنجدة أولئك الذين سقطوا في الزلزال الأخير، هكذا سيتنادى أبطال الحشد الشعبي وأسود الحرس الثوري، وصناديد حزب الله والكلّ الفلسطيني بأسوده المنفردة وغير المنفردة والفهود المتوثبة من قطاع غزة، وأشاوس الجيش السوري وغيرهم كثير قد نعلمهم وقد لا نعلمهم، سيتقاطرون الى أرض الميعاد، ميعاد إزالة واجتثاث الكيان البائد، وتماماً كما تدفقت الكثير الكثير من قيادات حرس الثورة والحشد الشعبي وحزب الله وغيرهم في محور الكرامة والعزة والسؤدد لنجدة المكلومين بكارثة الزلزال، سنجدهم هناك في مقدمة المقاتلين يهرعون الى المقتلة، مقتلة شذاذ الآفاق وحثالة بني البشر…
محور المقاومة في حالة اندلاع المجابهة، يتمتع بتلك الخاصية، والتي تنتج استفزازاً للطاقات الكامنة، بينما تتدحرج المواجهة عميقاً الى حرب شاملة، فيما يقابلها كيان على النقيض تماماً، لا يدخل الى منطقة الصراع، إلا وقد استفزّ كل طاقاته البائنة والكامنة، وهو في واقع الحال، ومتى بدأت المواجهة في التدحرج، يبدأ في استنزاف المقدرة التي بحوزته، لدينا طاقات كامنة تتراكم إيجاباً في حالة التسخين، والعدو ليس له طاقات كامنة، وهو ستبدأ قدراته الواقعية في التناقص في حالة التسخين، فرق سيعني الانتصار أو الهزيمة.
سميح التايه