«الأمانة السورية للتنمية» حاضرة بالتنسيق مع المجتمع المحلي ومحافظة حلب زينة قبلاوي: الأضرار كبيرة معنوياً ونفسياً ونشكر كلّ من كسر الحصار
حلب ـ عبير حمدان
يعمل كلّ فرد في «الأمانة السورية للتنمية» دون توقف من اللحظات الأولى للزلزال، فكوادرها حاضرة بين الناس بطريقة علمية ومنهجية لاحتواء الأزمة وتقديم كلّ ما يلزم للمتضررين من الكارثة الأخيرة التي ضربت سورية ونالت حلب منها حصة كبيرة الى جانب باقي المحافظات المتضررة.
خلال جولة «البناء» مع الرفقاء في الحزب السوري القومي الاجتماعي في حلب كان لا بدّ من المرور على الأمانة السورية للتنمية حيث يمكن الإطلاع أكثر على واقع الاهالي بعد أيام من الزلزال وكيفية التحضير للخطوات اللاحقة بعد إنتهاء عمليات الإنقاذ وتقييم أوضاع المباني ومتابعة تنظيم مراكز الايواء.
وتحدثت زينة قبلاوي مديرة منارة السفيري في الأمانة السورية للتنمية عن آلية العمل منذ اللحظة الاولى للكارثة، فقالت: «منذ اللحظات الأولى للكارثة كانت الأمانة السورية للتنمية على الأرض من موظفين ومتطوعين ومجتمع محلي كنوع من استجابة طارئة كي نساعد الاهالي قدر الإمكان، واستمرينا على هذا النحو في الايام الاولى إلى أن تم تشكيل غرفة عمليات من الإحسان والهلال الأحمر والامانة السورية للتنمية بالتعاون مع المحافظة بحيث يتمّ تقسيم المهام بين المراكز التي تحوي المتضررين، الان نحن كخلية عمل في منارة المحافظة مستمرين في مساندة المحتاجين من خلال تأمين مستلزماتهم العينية والطبية والغذائية بطريقة أكثر تنظيماً، ذلك أنّ الصورة أصبحت أكثر وضوحاً مع الوقت، الى جانب وجود فريق من المهندسين والقانونيين للكشف على الأبنية المتصدّعة».
وعن الإحصائيات الأولية للاضرار، قالت: «بالطبع هناك غرفة معلومات تتابع كلّ التفاصيل المرتبطة بالأضرار ولديها كافة الإحصائيات الأولية، أما في ما يتصل بالجمعيات التي أتت من خارج سورية فهناك متابعة من المحافظة في حلب وخاصة مع المبادرات الإفرادية التي أتت من لبنان والعراق وباقي الدول بالتنسيق مع الأمانة السورية لتنظيمها وصول كلّ المساعدات الإغاثية الى من يحتاجها».
وحول الخطوات المقبلة المتصلة بتأمين المأوى لمن فقدوا منازلهم، قالت: «حالياً الفريق الهندسي الموجود على الأرض يعمل على إحصاء الأبنية المتضررة التي لا تصلح للسكن وتلك التي يمكن إعادة تأهيلها ليعود أصحابها إليها بالإضافة الى أنّ هناك تقييماً أولياً في مراكز الايواء للاطلاع على المعايير والتوجه نحو حلول جذرية وهذا الأمر في طور التخطيط من قبل المحافظة والجهات المعنية في هذا الإطار».
وأضافت: «هناك جهات مختصة في ما يتصل بالدعم النفسي تعمل على متابعة أوضاع الناس وتقدّم لهم الدعم اللازم لتخطي الكارثة ولو بشكل نسبي حالياً، وبالطبع المعالجة النفسية تتطلب وقت وجهد وتعاون بين جميع الأطراف».
أما في ما يتصل بالحصار المفروض على سورية، قالت قبلاوي: «الحصار ضاعَف الجهد على الأرض لأنّ الناس لم تخرج بعد من الرضوض النفسية التي خلفتها الحرب والأزمات المتلاحقة وصولاً الى الزلزال، الضرر ليس مادياً وحسب إنما هو نفسي والشعب استنفذ بشكل كبير وهذا ما لمسناه، الكارثة كبيرة والمجتمع المحلي اليوم مع الأمانة السورية للتنمية يضاعفون جهودهم بشكل كبير على مدار الساعة في محاولة لاحتواء كلّ المتضرّرين، وبالطبع كلّ من يأتي كاسراً الحصار نشكره على جهوده وحضوره سواء من سورية أو من خارجها».
متطوعون: الناس بحاجة
الى دعم نفسي وبيوت
عند مدخل الأمانة السورية للتنمية شباب متطوع وحاضر منذ اللحظات الأولى وقالت آية رشواني طالبة في كلية الهندسة لـ»البناء»: «من الصعب وصف الحالة حين وقع الزلزال وشعرّنا بأن القيامة قد قامت وحين نزلنا الى الشوارع رأينا هول ما حصل قرّرنا كمجموعة من الشباب التطوع ومساعدة الناس بما تيسّر من إمكانيات وتأمين مستلزماتهم في مراكز الإيواء والناس حالياً بحاجة الى الأدوية والحرامات واللباس».
من جهته أكد أمير عفيف طالب بكالوريا أنهم حاضرون على الأرض لمساعدة الناس قدر استطاعتهم وهذا أقلّ واجب يقومون به لقناعتهم بأنّ الأزمة القائمة جراء الكارثة تتطلب تضافر جهود الجميع بما تيسّر من إمكانيات، وتقديم الدعم النفسي للناس وتوزيع الإغاثات والمبالغ المالية ورأى عفيف أنّ الأمر الأساسي الذي يجب التركيز عليه هو تأمين بيوت للناس.