مواقف استذكرت الوحدة السوريّة المصريّة: لاستنهاض قوى الأمّة في مواجهة أعدائها
استذكرت قوى سياسيّة وطنيّة وقوميّة ذكرى الوحدة بين سورية ومصر في العام 1958، داعيةً إلى استخراج السبل والأساليب الكفيلة باستنهاض قوى الأمّة في مواجهة أعدائها الصهاينة والمستعمرين وأدواتهم.
وفي هذا السياق، اعتبر النائب ملحم الحجيري في تصريح، أنّ الوحدة السوريّة المصريّة جسّدت إرادة الشعب في التحرّر والحريّة والوحدة. ورأى أنّ «قوة العرب بوحدتهم، والوحدة كانت ومازالت وستبقى سبيلهم للتخلّص من براثن الإستعمار القديم – الجديد ونهبه لثروتنا القومية وتحرير فلسطين. والوحدة سبيلهم من أجل نهوضهم ونهضتهم ومستقبلهم وليس خروجهم من التاريخ كما هي الحال المسيطرة الآن».
وأشارت الأمانة العامّة لـ»لمؤتمر القومي العربي» في في بيان بالمناسبة، إلى أنّ «ما تشهده أمّتنا اليوم من مواجهات بطوليّة بين الشعب الفلسطيني والاحتلال الصهيوني، يؤكّد أنّ أمّتنا وشعبنا الفلسطيني في المقدّمة، لم يضلّ الرؤية بأن طريق الأمّة إلى وحدتها يمرّ عبر تحرير فلسطين، مثلما أنّ تحرير فلسطين يمرّ عبر التضامن بين العرب على طريق الوحدة».
ورأت «مع التحوّلات المهمّة التي يشهدها ميزان القوى الإقليمي والدولي، والذي يشي بإمكان تحقيق العديد من أهداف الأمّة»، ضرورة إجراء مكوّنات الأمّة كافّة من حكومات ومنظّمات وحركات «مراجعة شاملة لأسباب تردّي الواقع العربي الراهن واستخراج السبل والأساليب الكفيلة باستنهاض قوى الأمّة في مواجهة أعدائها الصهاينة والمستعمرين وأدواتهم، لا سيّما في مجال تنقية العلاقات العربيّة – العربيّة بين الحكومات من جهة، وبين الأنظمة والشعوب من جهة أخرى».
كما أكّدت «ضرورة إعطاء الأولوية للصراع العربي – الصهيوني وحشد الطاقات العربيّة في هذا المجال لا باعتباره انتصاراً لفلسطين على مغتصبيها فحسب، بل باعتباره تحريراً للأمّة من الأخطبوط الصهيوني – الاستعماري الذي يقف وراء العديد من مآسينا وأوضاعنا الصعبة»، مشدّدةً على «إسقاط الحصار الجائر واللاإنساني المفروض على سورية والعمل على استعادة سورية لتأدية دورها القومي التحرّري الذي ما تخلّت عنه منذ قيام الدولة السوريّة».
وأعلن «رفض كلّ المؤامرات والمخطّطات الرامية لتصفية قضيّة فلسطين وتأكيد مقاومة المشروع الصهيو – أميركي بكلّ الوسائل المتاحة وفي مقدمها المقاومة المسلّحة التي هي الأسلوب الأفعل في مقاومة الاحتلال» والعمل على تحرير العديد من الدول العربيّة «من سياسة الخضوع للإملاءات الأميركيّة، لا صوناً لمصلحة الأمّة فقط، بل أيضاً دفاعاً عن مصالح كلّ قطر من أقطارها».
وأكدت «العمل على قيام جبهة شعبيّة عربيّة تضمّ كلّ القوى المؤمنة والملتزمة بالمشروع النهضوي العربي وعناصره الستة: الوحدة العربية – الاستقلال الوطني والقومي – الديمقراطية – العدالة الاجتماعيّة – التنمية المستقلّة – والتجدّد الحضاري، وتجاوز كلّ الحساسيّات والحسابات الصغيرة في العلاقات بين القوى والتيارات»، مشدّدةً على «تفعيل كلّ المؤسّسات والاتفاقيات المشتركة بين الدول العربيّة وفي مقدّمها السوق العربيّة المشتركة ومعاهدة الدفاع العربي المشترك التي تعتبر أنّ العدوان على أيّ دولة عربيّة هو عدوان على الأمّة والعمل على تنقية العلاقات العربيّة مع دول الجوار (إيران، تركيا، أثيوبيا) وحلّ كلّ الخلافات القائمة على قاعدة احترام سيادة الدول ووحدتها ومصالحها وعدم التدخّل في شؤونها الداخليّة».
ولفتت إلى «السعي لإطلاق حملة عالميّة لمحاصرة الكيان الصهيوني عالميّاً بسبب جرائمه التي يرتكبها، والعمل على طرده من كلّ المنظّمات الإقليميّة والدوليّة، ولاسيّما الأمم المتّحدة، كما جرى في مؤتمر الاتّحاد الإفريقي في أديس أبابا بجهود عربيّة وإفريقيّة قامت بها الجزائر وجنوب إفريقيا».
وعاهدت الأمانة العامّة «جماهير شعبنا أنها ستبقى أمينةً للأسس والمبادئ التي قام عليها المؤتمر قبل 33 عاماً رغم كل المصاعب والعوائق التي واجهها المؤتمر، وما زال ومعه الأمّة كلها».
بدوره، رأى أحد مؤسّسي «الحملة الشعبيّة العربيّة الدوليّة لكسر الحصار عن سورية معن بشّور، في تصريح، أنّه في ذكرى ميلاد الوحدة بين مصر وسورية «تبرز ثلاث محطات تؤكّد أنّ الوحدة ما زالت قائمة بين القطرين الشقيقين، أولهما وصول سفينة مساعدات إنسانيّة ضخمة إلى ميناء اللاذقيّة السوري مرسلة من المؤسّسة العسكريّة المصريّة، وثانيهما الهبّة الشعبيّة المصريّة من قبل أحزاب وأندية ومواطنين لإغاثة سورية. أمّا المحطة الثالثة فهي دعوة الأحزاب الناصريّة مجتمعة في مصر إلى مهرجان جماهيري كبير في القاهرة في ذكرى الوحدة وتحت شعار «كسر الحصار على سورية»، من دون أن نُغفل اتّصال الرئيس عبد الفتاح السيسي بالرئيس بشّار الأسد إثر الزلزال المدمِّر، ما يُعتبر خطوة مهمّة باتجاه كسر الحصار الرسمي العربي على القطر السوري. يالاضافة إلى دور وسائل الإعلام المصريّة في التضامن مع سورية ولاسيّما الملحق الخاص في الأهرام العربي حول الحصار على سورية».
واعتبر «أنّ كلّ خطوة تخطوها مصر نحو سورية في هذا الظرف العصيب الذي يعيشه الشعب السوري، هي خطوة مهمّة باتجاه تنقية العلاقات العربيّة العربيّة وإعادة الاعتبار لنظام إقليمي عربي، في القلب منه سورية، يصون سيادة الدول واستقلالها ووحدتها ولا يُستخدم لتدمير أيّ قطر عربي».
وأكّدت الهيئة القياديّة في «حركة الناصريين المستقلّين –المرابطون» في بيان «أنّ الوحدة بين مصر وسورية تحت راية علم الجمهورية العربيّة المتّحدة، كان وسيبقى مكرّساً في العقل والوجدان لأبناء الأمّة جمعاء، هي الكرامة والعزّة، الاستقلال الوطني ومناعة العرب أجمعين، إنها قوة قطبي الأمّة مصر وسورية».