لقاء تضامني بمشاركة «القومي» نصرةً لسورية وتأييداً لمعادلة نصر الله: كسر الحصار مهمة قومية وإنسانية وعلينا خوض المعركة إعلاميّاً وشعبيّاً
نظّم لقاء الأحزاب والقوى والشخصيّات الوطنيّة والإسلاميّة اللبنانيّة، لقاءً تضامنيّاً موسّعاً في المقرّ الرئيسي لـ”جبهة العمل الإسلامي” بعنوان “رفضاً لقانون قيصر ودعماً ونصرةً لسورية الشقيقة وتأكيد المعادلة الجديدة المشرّفة التي أطلقها (الأمين العام لحزب الله) السيّد حسن نصرالله”، في حضور وفد من الحزب السوري القومي الاجتماعي ضمّ ناموس المجلس الأعلى سماح مهدي والعميد وهيب وهبي، نائب رئيس المجلس السياسي في حزب الله الوزير السابق محمود قماطي، القائم بأعمال السفارة السوريّة الدكتور علي دغمان، أمين الهيئة القياديّة في حركة “المرابطون” العميد مصطفى حمدان، المنسّق العام للجبهة الشيخ الدكتور زهير الجعيد، ممثّل حركة “حماس” في لبنان الدكتور أحمد عبد الهادي، محفوظ منوّر عن حركة “الجهاد الإسلامي”، عضو المكتب السياسي في حركة “أمل” حسن قبلان، إضافةً إلى قيادات فلسطينيّة من تحالف الفصائل ومنظمّة التحرير الفلسطينيّة وممثلّين عن المركز الوطني للإعلام وحشد كبير من المهتّمين.
قدّم للاحتفال علي غريب ثمّ كانت كلمات، استهلّها حمدان مؤكّداً أنّه “سيكون أبداً أبناء فلسطين وسورية ولبنان هم في مقدمة المدافعين عن شرف هذه الأمّة”، معتبراً أنّ “ما جرى في نابلس ليس بحاجة لإدانات ولا كلام فإنّ دمهم تكلّم وسيتكلّم ونحن نقول كقوى وطنيّة إسلاميّة تقدميّة، إنّنا جميعاً علينا أن نصمد ونشدّ الرحال إلى فلسطين”. وقال “نحن لا يعنينا لا قيصر ولا غيره، ومستواهم معروف، ونحن نؤكِّد والحقيقة تثبت أن قيصرهم قد زال ومن سيبقى هو القيصر الواقف مع سورية”.
وعن اللقاء الوطني الإعلامي، تحدّث ميخائيل عوض الذي رأى في “هذا اللقاء وأمثاله مؤشِّراً لاستعادة الكرامة الحقيقيّة والقرار الحرّ المستقلّ وتثبيت السيادة الوطنيّة التي حقّقتها المقاومة”، أملاً “أن يكون اللقاء حافزاً وخطوة تأسيسيّة لاستعادة المبادرة وكسر الحصار عن سورية وتحقيق نصر ثمين”.
وألقى قماطي كلمة حزب الله قال فيها “اليوم يجب أن نأخذ موقفاً أو سياسة مضادّة لسياسة أميركا في المنطقة وفي العالم، يجب أن يكون التصدّي ومشروع المقاومة في مواجهة السياسة الأميركيّة”.
وقال “من يُطبِّع مع إسرائيل ليس عربيّاً ومن ينحاز لأميركا ليس عربيّاً، اليوم نُطلق موقفاً مضاداً لأميركا رأس الإرهاب في العالم ونُطلق موقفاً مؤيِّداً للمقاومة على اختلاف ألوانها، نتبنّى نهجها لأنها المشروع الأول الذي أثبت قدرته وقوته على اختلاف المعارك العسكريّة، المقاومة هي مشروعنا والتي نكسر بها قانون قيصر والعقوبات وما يحصل في لبنان وعلى شعب لبنان وما يحصل في المنطقة لتكون معادلات المقاومة هي التي تفرض على أميركا وإسرائيل”.
كلمة حركة أمل ألقاها قبلان الذي أكّد أنّ لسورية فضلاً على الجميع، معتبراً “أنّ هذا اللقاء التضامني هو تضامن مع أنفسنا وانتمائنا”. وقال “مِن المُبكي أنّ ينتظر العالم جثث الضحايا في الزلزال كيّ يرفع العمل بقرار البلطجة على الشعوب الذي فُرض على سورية، كلّ هذا العالم انصاع لهذا القرار إلاّ إيران”.
وأضاف “نحن نؤيِّد ويجب أن نخلق تيّاراً إعلاميّاً وشعبيّاً وحزبيّاً مؤيِّداً لكلّ خطوة يقوم بها الدكتور بشّار الأسد لعودة العرب إلى سورية”.
وتحدّث عبد الهادي باسم تحالف القوى والفصائل الفلسطينيّة فرأى أنّ الربط بين الحصار على سورية وبين خطاب السيد نصرالله “الذي أنتج معادلة جديدة في الصراع مع هذا العدو الصهيوني ربط منطقي، أساس هذا الربط هو الصراع مع العدو وحصار سورية المستمرّ، وأصلاً الحرب عليها هي من أجل فلسطين والمقاومة في إطار الصراع مع العدو”.
وألقى سرحال يوسف كلمة باسم حركة فتح، قال فيها “يجب أن تكون هناك انتفاضة شعبيّة عارمة للردّ على ما حصل في نابلس وما قبله في جنين وأن يكون الردّ النار بالنار، المقاومة الشعبية العارمة في كلّ فلسطين”. وأضاف “اليوم نلتقي تضامناً مع سورية رافضين القيصر الجائر والحصار ومؤكدين وقوفنا إلى جانب الشعب السوري وقيادته”.
وتحدّث الجعيد باسم “جبهة العمل الإسلامي” قائلاً “الأميركي يحاصرنا بدون عنوان، ويقدم مساعدات واهية هنا وهناك لتلميع صورته، وهناك من بيننا من يعتبر أميركا إلهاً يعبده، من هو إمبريالي واستكباري وأميركي أكثر من أميركا، لذلك يذهبون إلى أميركا ويقدمون التقارير ويتآمرون على أبناء وطنهم. سماحة السيد إمضِ ونحن معك، السيد حسن والرئيس الأسد عنوانان كبيران لكلّ الأحرار في العالم”.
وأشار دغمان في كلمة له، إلى “أنّ الزلزال الذي ضرب سورية لم يكن زلزالاً جيولوجيّاً بل صاحبة زلزال إنساني دمّر المنظومة الأخلاقيّة الكاذبة والشعارات الإنسانيّة الزائفة التي يدّعي الغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة امتلاكها، ففي حين يتسابق الغرب المتحضِّر على إشعال الحروب، يتعامى هؤلاء الغربيون عن معاناة المواطنين السوريين لأنّ ذنبهم الوحيد أنهم وقفوا إلى جانب أنفسهم وجيشهم وقائدهم ولم يشاركوا في محاولات تفتيت دولتهم”.
أضاف “إن المشاهد الحزينة للأطفال والنساء والرجال الذين تضرّروا من الزلزال يجب أن تكون درساً يتعلّم منه أولئك الذين يقومون بمحاصرة سورية ونهب نفطها وقمحها وقطنها ويمنعون عن شعبها الدواء والوقود وهي فرصة لهم للتخلّي عن أنانيتهم وجشعهم ونفاقهم وتغليب مصالح المواطنين السوريين الأبرياء وتطبيق شعارات إنسانيّة وحقوق الإنسان التي يرفعونها ولو لمرّة واحدة ورفع الإجراءات القسريّة الاحاديّة المفروضة عليهم”.
وتابع “إنّ حملة كسر الحصار على سورية والتي نجتمع تحت إطارها اليوم هي واجب ومهمّة قوميّة وإنسانيّة، علينا تحويلها إلى معركة إعلاميّة وشعبيّة والحفاظ عليها كعملة حيويّة مستدامة لا أن تكون رد فعل آنيّ، وأن نقوم بكل ما يلزم كي يصبح شعار كسر الحصار على سورية شعاراً عالميّاً تتبناه كلّ القوى المناهضة لسياسة الولايات المتّحدة”.