دردشة صباحية
الطغيان بألوانه الفاقعة
يكتبها الياس عشّي
الطغيان عملية مركبة وبالغة التعقيد، وتتمظهر في شكلين: طغيان داخلي، وطغيان خارجي. وكلاهما قديم ومتجذّر ومتوارث. وكلاهما يسعيان إلى إلغاء الآخر، ومصادرة الرأي، وقطع الحوار، وتحويل الناس إلى قطيع.
والطغيان الداخلي، تحديداً، هو ديكتاتوريّة الواحد، ولها أوجه متعدّدة؛ تبدأ من ديكتاتورية الأب، وتنتهي مع ديكتاتورية الحاكم.
والطغيان الخارجي هو ديكتاتورية جماعة على أخرى، أو دولة على أخرى. وبتعبير أبسط ومتداول: هو الاستعمار بنوعيه القديم والحديث.
وبين هذين الطغيانين عوقب أصحاب النفوس الكبيرة بالموت، فمنهم من جُرّع السُّمَّ كسقراط، ومنهم من صُلب على أبواب بغدادَ كالحلّاج، ومنهم من وُئد حيًّا كابن المقفع، ومنهم من تلقّى رصاصاتٍ في الصدر كأنطون سعاده. والأمثلة كثيرة في مجتمعات لا تقيم وزناً للعدالة والحريّة.
هذا التداعي العقلي المتغطرس القائم على الاستبداد، وحبس العقول في زنزاناتها، ساهم، على مرّ التاريخ، في رعاية الإرهاب الدولتي (نسبة إلى دولة)، وتشجيعه على إحياء فكرة «الهنود الحمر». ونحن نرى ذلك بوضوح، في المجازر الجماعية التي ترتكبها «إسرائيل» على امتداد ثمانين عاماً ونيّف، ونراه في الغزوات المتعاقبة التي يشنّها الغرب على ثروات العالم ويسرقها.