هل تعرّضت تركيا لغزو استغاثي؟
} عمر عبد القادر غندور*
تناقلت وسائل الإعلام العالمية نبوءة لا ندري إنْ كانت نبوءة علمية أم نبوءة استخبارية او رسالة استباقية مقصودة بشأن ما قيل عن برنامج نووي تركي غير مرحب به والغرب بغنى عنه ويكفيه البرنامج النووي الإيراني «المتعِب»…
هذا ما تناقلته وسائل الإعلام عن العالم الهولندي الذي تحوّل حسابه على تويتر الى محجة لملايين المتابعين وخصوصاً بعد دقائق من زلزال تركيا المدمّر في الأسبوع الأول من شباط الجاري!
وتقول المعلومات انّ الولايات المتحدة قامت بمناورات عسكرية مع اليونان وقبرص (EUCOM) للتدريب على إجلاء الناس عقب زلزال خطير حدث في تركيا بقوة 8 حسب قياس ريختر!
والسؤال: كيف توقعت المخابرات الأميركية حدوث الزلزال قبل وقوعه واستعدّ الجيش الأميركي بإجراء مناورات في جزيرة كريت وشارك فيها 60 ألف عسكري ومدني لإجلاء المصابين بالزلزال في تركيا وما زالوا في تركيا للمساعدة في عمليات الإغاثة ويتحركون لوجستياً بحرية في شمال سورية في المناطق المتضرّرة، ما يشكل فرصة كبيرة لنشاط مخابراتي لوجستي …
ثم انّ مشاركة الحكومة القبرصية في المناورات قبل الزلزال ثم بعده للإغاثة هو شبه اعتراف رسمي تركي بجمهورية قبرص!
إذن، كيف علم واستعدّ الجيش الأميركي للزلزال ووضع خطة لإجلاء وإخلاء قاعدة «أنجرليك» النووية الأميركية عبر جسر جوي مع ألمانيا؟
ويبقى السؤال الشائك والغامض:
هل ما حدث هو رفض دولي لتطور المشروع النووي التركي؟
وهل هو إنذار لأيّ مشروع إقليمي آخر للسيطرة والاستيلاء على غاز الشرق الأوسط؟
أما ما تناقلته وسائل إعلام حميمة انّ زلزال تركيا كان بسبب قنبلة نووية صغيرة في القاعدة الأميركية النووية في تركيا بمنطقة «انترلخت» ونحن لا نصدّق بمثل هذا الاحتمال لأنّ حدوث الزلازل هو في علم الله سبحانه وتعالى ولم يطّلع على غيبه أحد، ونورده في سياق معلومات جرى تداولها ليس إلا…
تساءلت وسائل إعلام محسوبة على روسيا: كيف نجت قاعدة «أنجرليك» وهي على خط الزلازل؟ والزلزال الذي لم يكن زلزالاً جيولوجياً طبيعياً، بل هو زلزال ارتدادي ناتج عن تفجير نووي في القاعدة نفسها أو في البحر.
وردّ جهاز المخابرات الاميركي عبر محلليه بأنّ الأمر ربما يكون ناتجاً عن انفجار قنبلة نووية صغيرة في غواصة روسية في عمق البحر الروسي (AKKUYU) أو نتيجة تجربة نووية خاطئة للمشروع النووي الروسي التركي في المفاعل النووي التركي!
والمؤكد علمياً انّ الشقّ الأرضي الذي حدث بعمق عشرة كيلومترات تحت سطح البحر لا يمكن ان يحدث زلزالاً جيولوجياً طبيعياً وانّ التفجير ربما كان آتياً من بحر مرمرة التركي. وقيل انّ الناتو والمخابرات الإيطالية تعلم جيداً انّ التفجير جاء من المياه ولذلك هي حذرت من تسونامي قد يصيب 12 دولة في محيط «بحيرة المتوسط».
نخلص من هذه التسريبات ونتوقف حول ما سُمّي «الملف النووي» التركي ونرجو ان يكون صحيحاً لنشير الى انّ الولايات المتحدة حسب دراسة أعدّتها جامعة هامبورغ الألمانية ان الولايات المتحدة تخزّن 100 قنبلة نووية تكتيكية في قواعدها العسكرية في أربعة بلدان هي هولندا وألمانيا وبلجيكا وفي قاعدة «أنجرليك» التركية وتحتفظ بعشرين قنبلة في كلّ قاعدة، بالإضافة الى ما يقارب ألف قاعدة عسكرية في العالم غايتها السيطرة على ثروات شعوب العالم وخاصة في تركيا وإيران ودول الخليج، وهي تدرك ولا تنام عينها عن الثروات الغازية والنفطية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وهي تحاصرها منذ نحو 44 عاماً، كيف لا وقد اكتشفت تركيا في البحر الأسود ثروة غازية يمكن مضاعفتها في مياهها الإقليمية في البحر المتوسط، وتبلغ ثروة إيران الغازية 1,046 تريليون قدم مكعب وهي صاحبة اكبر احتياطي للغاز وثالث أكبر احتياطي للنفط في العالم، بينما العالم الغربي في أمسّ الحاجة الى نفط وغاز المنطقة، ومن حسن الحظ انّ الجمهورية الإسلامية الإيرانية تدرك تماماً النوايا الخبيثة، وهي المؤتمنة على هذه الثروات.
«إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَن شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا»
*رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي