دبوس
المدد
ليس هنالك من معلومات، ولكنني أحدس بأنّ النشامى بدأوا يجدون لهم طريقاً من شرق النهر الى غربه، فلا تقوم الساعة حتى تقاتلوا اليهود، انتم شرقي النهر وهم غربيّه، الارتكان الى أنظمة مرتهنة بالمطلق لقوى الهيمنة والتجبّر والنهب، هو بمثابة انتحار، لقد رأينا بالملموس كيف نفقد سيادتنا، وكيف تُنهب ثرواتنا، وكيف يصادَر قرارنا، وكيف تُفرض علينا قيادات لا تمثلنا، بل وتخدم من يضعها علينا بالقسر وتخدم من ثم مصالحها الشخصية وأنانيتها المريضة، ورأينا كيف يصبح أمننا القومي كالعاهرة، الكلّ يجد وسيلة للنيل منها…
كما رأينا بعد ذلك كيف وحينما تأخذ الشعوب أمرها بين يديها، وتنتفض للقفز فوق المعوقات التي تصطنعها الأنظمة لتكريس الهزيمة والاستتباع، كما تجلّى في إيران ولبنان والعراق واليمن، ينقلب النكوص الى مبادرة، والانهزام إلى نصر مبين، والتراجع الى تقدّم، والارتهان إلى سيادة…
ثلاثمائة كيلومتر من الحدود الطويلة بين شعبنا في الأردن، شعب النشامى والكرامة، وبين عدو الأمة، وعدو كلّ ما يعنيه الخير والرفعة والنهوض، إذا ما قيّض له ان يبقى خنجراً في خاصرة الأمة، فلن يكتب لها، من خليجها الى محيطها أيّ قدر من التنمية والتقدم والارتقاء، ثلاثمائة كيلومتر من الحدود أراد لها أعداء وجودنا ان تبقى صامتة صمت أبي الهول، ساكنة سكون المستنقع!
لم تنتصر إيران، ولم ينتصر لبنان، ولم ينتصر العراق، ولم ينتصر اليمن، إلا حينما انبثقت القوى الشعبية لتنتصر لذاتها، يجب ان تنتفض قوىً من صميم الشعب المقاوم، لتأخذ زمام الأمور بيدها، النظام مرتهن حتى النخاع، تماماً كمثل سلطة أوسلو، لا يملك من أمره شيئاً، اقفزوا فوق النظام المستتبع، وامسكوا بزمام أموركم، وأذيقوا العدو مرارة الهزيمة، وذكروه كلّ يوم، بالعمل وبالتصدي وبالمقاومة، بالكرامة، كرامة مشهور حديثة وغيارى الجيش الأردني، فاليوم فلسطين، وغداً الأردن، انْ لم نقف وقفة رجل واحد، ونصبّ لهيب المقاومة في الداخل وعبر نهر الأردن الى غربه، إشعال المقاومة في جبهة نهر الأردن، ستحمل في طياتها من دون شك نهاية هذا الكيان المارق…
سميح التايه